============================================================
اختلف الناس في وجوب الححة في الاستدلال بالشاهد على الغائب فقال قوم: إن الاعتبار فيما غاب عنا إنما هو ما ئتصور في الوهم وتضبطه النفوسن، وإن العقل هو إن أوجب وجوب غير ذلك فقد أوجب ما لا يصلخ.
وقالوا في الاستحسان والاستقباح للشيء : إنه يجب أن يعتبر فيها بموافقة الطبع وميله وسكونه ونفاده، كما يعتبر فيهما بموافقة العقل وباستحسانه واستقباحه، وإن ما يفر منه الطباع فغير حسن في نفسه كما أن ما استقبحه العقل فقبيخ في نفسه، واحتخوا لذلك بأن الإنسان قد يستحسن بعقله بعض المذاهب ثم يستقبكة في حال أخرى، وقد يستحسن به الإنسان به الباطل، كما يستحسن به الحق.
وقالوا: وقد أبطل خصومنا أشياء كثيرة إذا خرجث من أن تكون متصؤرة في الأوهام أو من تميل إليها الطباع وتسكن إليها، فواجب أن يبطلوا مثل ما لم يتصور في الوهم ولم تسكن إليه الطباع.
قال مخالفوهم: بل الاعتبار في صحة الشيء وبطلانه واستحسانه واستقباحه ووجوده في الغائب واستحالة وجوده، إنما هو بالعقل الذي جعله الله حجة على خلقه، ولما يبينه الدليل أو ينفيه، تصور ذلك في الأوهام أو لم يتصور، ضبطته النفوس أو لم تضبطه، سكن إليه الطباع أو نفر منه/ .قالوا: (31/ فأما قول خصومنا: إنه قد تصح في العقل بعض المذاهب ثم تبطل فيه، وإن
Bogga 211