============================================================
الف الثاني: فرق أهل التبلة قال: وفيهم فرقة رئيسهم عبيد المكتب الكوفئ من بني فزارة يقولون: ان الله لم يزل، وإن علمه شيء ليس هو الله؛ لأن العلم لو كان هو الله لحسن أن يقول قائل: يا علم ارزقني. وقال: كلام الله غيره ولم يزل، ودينه غيره ولم يزل. وزعم أن الله على صورة الإنسان، وقال فيما سوى ذلك بقول المرجئة.
ذكر العامة: هؤلاء عندنا هم الذين على جملة الذين لا يدخلون في شيء من الاختلاف ولا يعتقدوا من هذه الفروع، يعلمون أن الله واحد لا يشبهه شيء، وأنه عدل لا يجور، وأن ما يفعل الله بعباده أصلح لهم، وأن فيه الخيرة والضنع، وأنه أنظر لعباده من أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم، على هذا نحمد الله أكثر نسائنا وصناعنا وتجارنا وأهل القرى والجبال والبدو، ومن أمتنا ليس يخالف أحد منهم ما حكينا من هذه الجملة إلا إذا قبله من غيره عند شبهة ئوردها عليه، وأما إذا خلا وعقله الذي هو حجة الله عليه لم يقبل غير ما وصفنا.
وليس يجوز أن يكون لهؤلاء رؤساء، وليس يخلو منهم بلك، وإنما سموا عامة؛ لأنهم الجمهور والأكثر عددا، ولأنهم بعدوا عن فهم الدقائق واللطائف التي غاص عليها أهل النظر ولم يشتغلوا بها، بل أقبلوا على تجاراتهم ومعايشهم ومكاسبهم، هنييا لهم الشلامة: ذكر الحشو: تقول الفرق: إن هؤلاء ليس لهم مذهث معروف، ولاهم عن أمر موصوف، أكثر آنهم مجمعون على التشبيه والارجاء، ويلتمسون الحديث ويتدينون به. يقولون بالقول وبنقضه حيث لا يشعرون. ينظر رؤساؤهم إلى ما
Bogga 203