============================================================
مقالات البلخي فقام مرتجلا تغلي بداهته كمرجل القين لما حف باللهب وجانب الراء لم يشعز بها أحد قبل التصفح والإغراق في الطلب وقال أيضا: فهذا بديه لا تحبير قائل إذا ما أراد القول زوره شهرا وقال بشار بن مرعث، وذكر خطبته: أبا حذيفة قد أوتيت معجبة في خطبة بدهت من غير تفكير وإن قولا يروق الخالدين معا لمشكث مخرس عن كل تحبير وروي عن رجل جليل من أصحاب الحسن، أنه قال: ما كنا نعد علينا أيام واصل ملكا.
وفرق رسله في الآفاق يدعون إلى دين الله؛ فأنفذ إلى المغرب عبد الله ابن الحارث، فأجابه الخلق، وهنالك بلد تدعى البيضاء، يقال: إن فيه مائة ألفي يحملون الشلاح، يعرف أهله بالواصلية.
وأنفذ إلى اليمن القاسم بن الصعدي، وإلى الجزيرة أيوب بن الأوثر، والى خراسان حفص بن سالم، وأمره بلقاء جهم ومناظرته، وإلى الكوفة الحسن بن ذكوان، وهو من أصحاب الحسن وسليمان بن أرقم، وإلى أرمينية عثمان بن أبي عثمان الطويل، أستاذ أبي الهذيل، واسم أبي عثمان خالك وهو مولى بني سليم، وكنية عثمان أبو عمرو، وكان واصل قال له: اخرج إلى أرمينية، فقال له: يا [أبا] حذيفة خذ شطر مالي، وأنفذ غيري، فقال له: امض يا طويل فلعل الله أن يصنع لك! قال عثمان: فخرجث، فربحت مائة ألف درهم عن صفقة يدي وأجابني اكثر أهل أرمينية.
Bogga 160