155

============================================================

الفن الثاني: فرق أهل القبلة ومن رجالهم من لا يذكز له خروخج ولا مذهث، تفرد به صالخ وداود وزياد الأعصم، وكانوا يتلاقون ويحدثون مسائل يقع بها الخلاف بين الخوارج، ثم كانت لهم في آخر أمرهم خرجة ليست بالمشهورة.

وزياد السجستاني وهو الذي أوقع الخلاف بين الخوارج في قتيل وجد في عسكر حيي، قال بعضهم: إن حكم أهل ذلك العسكر حكم الكفار حتى نعلم أنه قتل بحق، وقال بعضهم: إنهم مؤمنون حتى نعلم أنه قتل بغير حق.

وهارون الضعيف وحكي عنه إجازة تزويج نساء مخالفيه وأنه لا يجوز أن يزوجهم نساء موافقيه، وأحل مخالفيه محل أهل الكتاب.

وممن حكي عنه إنكار أمر الحكمين وليس من الخوارج بحمد الله: الأحنف بن قيس، والأشتر النخعي، والحسن البصري، وهؤلاء يتولون عليا قبل التحكيم وبعده، ويفسقون الخوارج ويبرؤون منها.

والكور التسي تغلب عليها الخارجة: الجزيرة، والموصل، والبحرين، وغمان، وسجستان، وقد كانوا بقهستان وبنيسابور، يحاربون الشلطان وينقلبون على التاحية بعد التاحية ، ويخجبون الأموال، ثم انقرضوا من هاتين الناحيتين ودخلوا في الفتنة، وصاروا في نيسابور طلب الدنيا... مع عساكر الملوك، وعمان خاصة في أيدي الإباضية منذ دهر ليس يدخلها أحد من أصحاب الشلطان على طريق الولاية لشيء من أمرها، وإمامهم من الأزد من آل يحمد، وقاضيهم من نزار، وإلى القاضي كان يكون الاختيار وعقد الإمامة، ولهم في إنفاذ الأحكام وقسمة الفيء وإقامة الحدود وترك الرشوة سيرة حسنة.

Bogga 155