277

Maqaallada Tanahi

مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية بيروت

Daabacaad

الأولى

Noocyada

فاغر فمه دهشة، وبين ماد بصره عجبًا، مخلوطًا ذلك كله بصيحات التكبير والتهليل، وما أكثر الأشباه والنظائر!
ولم يبق إلا أن أدعو للشيخ بطول العمر وتمام السلامة والعافية، ثم أهمس في أذنه - ولم يقدر لي أن أراه أو أجالسه - ببعض الملاحظات:
أولًا: أرجو من الشيخ الجليل أن يترفق في رد آراء العلماء السابقين حين يرى رأيًا يخالف رأيهم، ومن ذلك إنكاره عليهم أن في القرآن حروفًا زائدة، مثل «ما» في قوله تباركت أسماؤه: ﴿فبما رحمةٍ من الله لنت لهم﴾ [سورة آل عمران: ١٥٩]، فالزيادة ها هنا زيادة نحوية، والحرف الزائد عند النحاة هو الذي يكون دخوله وخروجه سواء، أو هو الذي لا يخل حذفه بالمعنى، وقد جاء منه أمثلة من القرآن العزيز، منها قوله تعالى: ﴿فبما نقضهم ميثاقهم﴾ [النساء: ١٥٥]، وجاء كذلك في كلام العرب، ومنه قولهم: غضبت من غير ما جرم، فتسمية ذلك زيادة لا غبار عليه، بل إن إمام المفسرين أبا جعفر الطبري يسمي ذلك أحيانًا «لغوًا»، فهل يعتقد مؤمن أن في القرآن لغوًا، ولكنها الصناعة النحوية، فيجب أن ينص الشيخ على أن هذا من اجتهاداته الخاصة، حتى لا يتجرأ الناس على أهل العلم.
ثانيًا: نعترف أن للشيخ معرفة جيدة بالسيرة النبوية وأحوال الرجال وتراجمهم وضبط أسمائهم وكناهم وألقابهم، ولكنه يند عنه أحيانًا أشياء لعدم المراجعة، ومن ذلك أنه نطق مرة اسم «حبان بن العرقة» أحد المشركين الذين قاتلوا المسلمين في غزواتهم، نطقه «العرفة» بفتح الراء بعدها فاء، والصواب «العرقة» بفتح العين وكسر الراء بعدها قاف.
وكذلك ذكر وصية بعضهم لابنه حين أراد الزواج: «لا تتخذها حنانة ولا أنانة ولا منانة ولا عشبة الدار ولا كية القفا»، نطقها الشيخ: «كبة» بضم الكاف بعدها باء موحدة، والصواب: «كية» بفتح الكاف بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها. قال ابن

1 / 291