الإمام الأعظم، والبحر الخضم ، والبدر الأتم ، المنصور بالله رب
العالمين القاسم بن علي العياني عليه السلام .
نسبه الشريف :
هو الإمام المنصور بالله القاسم العياني بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ناصر رسول رب العالمين . عليه وعلى آبائه السلام .
مولده :
ولد سنة 310 في تبالة من بلاد خثعم في شام اليمن بلاد عسير .
نشأته :
نشأ في بلاد خثعم ، وأخذ عن أبيه وغيره من علماء عصره ، وأصلح بلدته ، واستخرج غيلها القديم .
أولاده :
سليمان، ويحيى، وعبدالله، وعلي، وجعفر.
دعوته :
- قام بزيارة اليمن إجابة لدعوة اليمنيين له ، وللإطلاع على أوضاعها عن كثب .
- ثم عاد إلى ترج ببلاد خثعم ووفود اليمنيين تصل إليه عاما بعد عام ، يدعونه للمجيء إلى بلادهم وقيادتهم وإصلاح شئونهم ، لما توسموا فيه من الخير والصلاح والعلم .
قال الإمام القاسم العياني عليه السلام في هذا الشأن :
" لستم أعزكم الله تجهلون حالي ، ولا كيف كان سبيل مدخلي مع أهل هذا الزمان ، أنتم تعلمون أعزكم الله أني أقمت نيفا وعشرين سنة معتزلا في رأس جيل ، وأهل اليمن يختلفون إلي عاما بعد عام ، ويسألوني مع ذلك القيام ، فلم أسعفهم على مسألتهم ، لا جاهلا لما في ذلك من الثواب ، ولا زاهدا في طاعة رب الأرباب ، ولكن لعلمي بأهل زماني ، وما هم عليه من كثرة الإدغال ، والميل إلى المحال " .
- وعاد إلى اليمن مرة ثانية بعد أن دعا إلى نفسه بالإمامة في خثعم سنة 388 ه وعمره 78 سنة .
- عند وصوله إلى اليمن سارع يوسف الداعي أحد أحفاد الإمام الهادي والذي كان قد دعا إلى نفسه سنة 369ه ، سارع إلى مبايعته والإنضواء تحت لوائه ، ثم خرج على الإمام فيما بعد .
السمات التي توفرت في الإمام العياني :
- كان أعلم أهل زمانه ، وأحقهم بالإمامة ، وقد ترك كتبا عديدة في الفقه والأصول وعلم الكلام ، وكانت آراءه الفقهية والأصولية لا تخرج بشكل عام عما هرف عن تراث الإمام الهادي يحيى بن الحسين ت298ه وجده القاسم بن إبراهيم ت246 ه ، وكان لا يرى أن الإختلاف بين الأئمة في الفروع مدعاة للنزاع .
- كان الإمام القاسم العياني حريصا على نشر العلم وتطبيق العدل ، الذي كان أساس دعوته وإمامته .
- كان ذا منهج سياسي ديني إصلاحي عبر عنه في أعماله ورسائله إلى عماله وأولاده ومشائخ البلاد .
- لا يميل إلى الشدة ولا يحب أن يخوض فيما يزهق الأرواح قدر الإمكان .
- كان صاحب التزام دقيق بسنة السلف الصالح من أهل البيت في تعيين الحكام وتوليتهم للبلاد .
- كان ذا ورع شديد ، وتسامح يضرب به المثل ، يظهر هذا جليا في كتبه ورسائله .
- كان ذا شكيمة قوية في إبعاد الولاة الغير أكفاء عن الحكم ، وكان هذا سببا في قيام البعض عليه .
- كان الإمام عليه السلام مناوئا ومشددا بقدر الإمكان على الفكر الشيعي المغالي ليبين أن الزيدية بعيدون عن مغالاة الروافض كل البعد .
- كان الإمام القاسم شاعرا مصقعا ، تعبر عنه أشعاره المسطورة في الكتب والسير .
مؤلفاته عليه السلام :
1- أجوبة المسائل .
2- أجوبة مسائل الطبريين .
3- الأدلة من القرآن على توحيد الله تعالى .
4- الإستفهام .
5- التثبيت والدلالة .
6- التجريد .
7- التفريع .
8- التنبيه والدلائل .
9- التوحيد ونفي التحديد .
10- الرد على الرافضة ، رد فيه على من طعن عليه .
11- كتاب حدوث العالم .
12- ذم الأهواء .
13- وصاياه ورسائله ودعوته ( سيرة ) .
وفاته عليه السلام :
اعتل الإمام صلوات الله عليه ، واشتدت به علته في سنة 393 فجمع بنيه وبناته وأوصاهم ، ثم توفي صباح يوم الأحد لاسع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة 9/9/393 ه ، وقال مؤلف سيرته في هذا الموقف : ففارق الحياة حميد الخلائق ، حسن الطرائق ، شريف المذاهب ، جزيل المواهب ، واسع الحلم ، يازغ العلم ، كاملا في الصفات ، جامعا للخيرات ، رؤوفا بالمؤمنين ، عفوا للمذنبين ، سابا للظالمين ، مجتهدا في رضاء رب العالمين ، زاجرا عن الغي والفساد ، شاكرا للنعماء ، علما للقاصدين ، هاديا للمهتدين ، دامغا بالحجج للمخالفين ، وباذلا نفسه للمعتفين ، يهرب من الدنيا وآثامها ، ولا يرغب في شيء من حطامها ، تفي صلوات الله عليه فلم يورث ورثته دينارا ولا درهما ، ولا خلف إلا سلاحه ودوابه وثيابه ، وتخلف دين عليه أكثر منها أضعافا ، فصلوات الله عليه ورحمة الله وغفرانه ، ولقد أبلغ في هدايتنا ، ونصحنا وإكرامنا ، وكنا في حقوقه مقصرين ، وفيما يجب علينا من فروضه مفرطين ، فنسأل الله أن يتجاوز عنا ما فرطنا فيه من حقه ، ويهب لنا ما ضيعنا من لوازمه وفرضه ، فمولانا يعلم ما في قلوبنا من محبته ، وما وفقنا له من مودته "
بعض أقوال الإمام القاسم العياني عليه السلام :
- قال عليه السلام في رسالة له إلى أهل طبرستان :
" أصل التأويل أول الخبال، والإختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير العترة أول الوبال ، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا كالمسيئ إلينا، الشاكر لعدونا كالذام لنا، المتعرض لنحلتنا كالمعادي علينا، معارضنا في التأويل كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يسترع كالمضيع لما يسترعي، القائم بما لم يستأمن عليه كالمعتدي فيما استحفظ، الخاذل لنا كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم كالحاكم بغير الحق، المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيئين، هاهنا أصل الفتنة ياجماعة الشيعة. "
- قال عليه السلام في كتاب التفريع :
" وما ينسب إلى الخلاف بين الأئمة فمستحيل، ولاينسب إليهم ذلك إلا من جهل مابين الحق والباطل، وإنما تختلف ظواهر سيرتهم وتأويلاتهم، وهي موافقة للعدل غير خارجة عنه. [إلى قوله ] وأما مايعترض به من الإختلاف بين ولد الحسن وولد الحسين في التأويل والسير نحو اختلافهم في الإمامة وفي الكلالة والطلاق ونحو ذلك من المسائل.
فأما الإمامة فذهبت كل شيعة إلى غير ماذهبت إليه وتعلقوا بروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصح أكثرها، ومنها ماهو صحيح وهو على غير ماتأولوا، ولقد روى لنا من وثقنا به عن القاسم بن إبراهيم عليهما السلام أنه قال: أدركت مشيخة آل محمد من ولد الحسن والحسين وما بين أحد منهم اختلاف حتى كان بآخره [ أي آخر عمره ] ، ثم ظهر أحداث فتابعوا العامة في أقوالها. وكذلك روي لنا في خطب جدي من عبدالله بن الحسن بن جعفر بن محمد عليهم السلام وهما بالروحا يريدان الحج فقال جعفر بن محمد: والله وحق هذه البنية التي أنا قاصد لها أني لمكذوب علي وما المذهب إلا واحد، ففضلاء آل محمد صلوات الله عليهم متفقون ولم يزل الأشياع مختلفين متداغلين. "
- قال عليه السلام في كتاب التنبيه :
" والقاسم عليه السلام العالم وبه نقتدي ثم ولده من بعده يقتفون أثره ويعلمون أمره، وماأعلم منهم من بعد القاسم إلى هذه الغاية مختلفين، ولافيما بعد من الأرض وقرب إلا متلقين، إلا أن يكون ذو جهل نظنه ولانعرفه بعينه، فلعله أن يكون لقلة معرفته يتابع المخالفين تعرضا لدني ما ينال وطمعا لما يأكل من سحت الأموال، ولعله مع ذلك موافق لأهل بيته في باطن أمره. "
- قال عليه السلام في كتاب التنبيه :
" يا معشر الإخوان، ومن ينتحل ولاية أل محمد عليه وعليهم السلام، فأنتم أشياع المحقين، ونحن خلف الأئمة المهتدين، عليهم صلوات رب العالمين، فما إلى الحق غيرنا داع، ولا لدعوة الرشد سواكم واع، وقد شاهدت من اختلافكم ما أيسني من اتفاقكم ولقل جدا قوم مختلفين والله يقول عز من قائل: { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } .
مراجع :
- مقدمة عبدالكريم جدبان لمجموع الإمام القاسم العياني ،
- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين للسيد الإمام الهمام الهادي بن إبراهيم الوزير .
- التحف شرح الزلف للسيد الإمام مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله .
===
سيرة الإمام المنصور بالله الإمام القاسم العياني عليه السلام ، باختصار وبتفصيل على هذا الرابط .
بزر الفأرة الأيمن اختر حفظ باسم .
http://www5.domaindlx.com/maktbah/gasem-al3yane.doc
احتوت هذه السيرة على :
1- نبذة عن الإمام القاسم وهي ما تقدم أعلاه .
2- شعر قاله الإمام القاسم العياني في بعض غزواته .
3- شعر قيل في الإمام القاسم عليه السلام .
4- وصية الإمام القاسم العياني عليه السلام إلى كافة أولاده وبناته .
5- سيرة الإمام محمد بن القاسم الرسي ، يرويها حفيده القاسم العياني عليه السلام ، وسيرة بعض أعمامه .
ملاحظة / نظرا لضيق الوقت ، قمنا بسحب بعض وليس كل صفحات مجموع الإمام القاسم العياني عليه السلام على الماسح الضوئي ( السكانر ) ، والتي نرجو من الله ألا نكون قد تعدينا على حقوق الناشر ، وإنما الأعمال بالنيات.
Bogga 62