11

Mansuumaadka Heesaha

منظومة نغمة الأغاني في عشرة الإخوان

Noocyada

Suufinimo

ولم يزل ذا فحص يسأل كل شخص عمن بها من نازل وفاضل مشاكل

فوصفوا نديما ذا أدب كريما

ينادم المهلب وهو أمير العرب

فأمه وقصده وحين حل معهده

عرفه بأمره وحلوه ومره

فقال أنت تصلح بل خير من يستملح

لصحبة الأمير السيد الخطير

إن كنت ممن يصبر لخصلة تستكثر

فقال أي خصلة فيه تنافي وصله

فقال هذا رجل لا يعتريه الملل

من إفتراء الكذب في حزن وطرب

فإن أردت طوله فصدقن قوله

في كل ما يختلق ويفتري وينطق

حتى تنال نائله ولا ترى غوائله

قال الفتى سأفعل ذاك ولست أجهل

فذهب النديم وهو به زعيم

فعرف الأميرا بفضله كثرا

حتى دعاه فحضر وسره عند النظر

فراشه في الحال بكسوة ومال

فلزم الملازمة للأنس والمنادمة

ولم يزل يصدقه في كل إفك يخلقه

فقال يوما وافترى بهتا وكذبا منكرا

لي عادة مستحسنة أفعلها كل سنة

أطبخ للحجاج من لحم الدجاج

في فرد قدر نزلا يكفي الجميع مأكلا

فحار ذلك الفتى من قوله وبهتا

وقال ليت شعري ما قدر هذا القدر

هل هي بئر زمزم أو هي بحر القلزم

أم هي في الفضاء بادية دهناء

فغضب الأمير وغاضه النكير

وقال ردوا صلته منه وقدوا خلعته

وأخرجوه الآنا عنا فلا يرانا

فندم الأديب وساءه التكذيب

وعاود النديما لعذره مقيما

وقال منذ دهري لم اشتعل بسكر

فغالني الشراب وحاق بي العذاب

وقلت ما لا أعقل والهفو قد يحتمل

فسل لي الإغضاء والعفو والرضاء

قال النديم إني أرضيه بالتأني

بشرط أن تنيبا وتترك التكذيبا

فراجع الأميرا واستوهب التقصيرا

واستأنف الإنعاما عليه والإكراما

فعاد للمنادمة باللطف والملائمة

فكان كلما كذب وقال افكا وانتدب

صدقه وأقسما بكونه مسلما

حتى جرى في خبر ذكر كلاب عبقر

ووصفها بالصغر وخلقها المحتقر

قال الأمير وابتكر ليس العيان كالخبر

قد كان منذ مدة لدي منها عدة

أضعها في مكحلة للهزل والخزعبلة

وكان عندي مسخرة أكحل منها بصره

فكانت الكلاب في عينه تناب

وهي على مجونه تنبح في جفونه

فقام ذلك الفتى يقول لا عشت متى

Bogga 11