فأولهم : المسند بكسر النون. وهو الذي يروي الحديث بإسناده.
يليه-وهو الثاني-: المحدث. (له مدد) أي زيادة على ما عند المسند.
وحد المحدث عند الناظم هو: من حاز علم الرجال جرحا وتعديلا وحفظ متون الأحاديث وعرف صحيح أسانيدها من سقيمها.
ويليه في علو الرتبة-وهو الثالث-: الحافظ. وهو الذي توسع حتى حفظ جملة مستكثرة من الحديث وحفظ الرجال طبقة طبقة بحيث يكون ما يعرف من أحوالهم وتراجمهم وبلدانهم أكثر مما لا يعرف. ومثل له الناظم بمن حفظ ألف ألف حديث كأحمد ابن حنبل ويحيى بن معين فقد روي عن كل واحد منهما أنه يحفظ ألف ألف حديث. والمقصود: الطرق والأسانيد، وإلا فإن متون الأحاديث لا تصل إلى هذا العدد.
والرابع : الحاكم. ولم يذكره الناظم. وهو الذي أحاط علما بجل الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتأريخا.
واضعه : لرامهرمزا نمي53 مع حاكم يلي أبو نعيم
ثم الخطيب مرجع الرجال من بعده عليه كالعيال
قال الحافظ ابن حجر في كتابه نزهة النظر54 : فمن أول من صنف في ذلك القاضي أبو محمد الرامهرمزي (ت 360ه) في كتابه ((المحدث الفاصل)) لكنه لم يستوعب. والحاكم أبو عبد الله النيسابوي (ت 405ه) لكنه لم يهذب ولم يرتب. وتلاه أبو نعيم الأصبهاني (ت 320ه) فعمل على كتابه مستخرجا وأبقى أشياء للمتعقب، ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي (ت 463ه) فصنف في قوانين الرواية كتابا سماه ((الكفاية)) وفي آدابها كتابا سماه ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) وقل فن من فنون الحديث إلا وصنف فيه كتابا مفردا فكان كما قال الحافظ أبو بكر ابن نقطة (ت 529ه): كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه.
Bogga 26