والحسن كالصحة في الحجة به182 ...اقتصر الناظم - رحمه الله - على الأرجح من تعريفات العلماء للحديث الحسن وهو ما عرفه به الحافظ في النخبة قال: ((وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته ... فإن خف الضبط فالحسن لذاته)).183
...وعلى هذا فإن الحسن كالبرزخ بين الصحيح والضعيف وهي مرتبة دقيقة جدا بل هي من أدق أنواع الحديث . ومن أجل ذلك يختلف العلماء كثيرا في الأحاديث الحسان فيلحقها بعضهم بالصحاح وآخر ينزلها إلى مرتبة الضعف.
...قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي (ت: 748ه): ((وقد قلت لك إن الحسن ما قصر سنده قليلا عن رتبة الصحيح ... ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدة تندرج كل الأحاديث الحسان فيها، فإنا على إياس من ذلك ، فكم من حديث يتردد فيه الحفاظ هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح؟ بل الحافظ الواحد يتغير اجتهاده في الحديث الواحد فيوما يصفه بالصحة ويوما يصفه بالحسن ولربما استضعفه.
وهذا حق ، فإن الحديث الحسن يستضعفه الحافظ عن أن يرقيه إلى مرتبة الصحيح ، فبهذا الاعتبار فيه ضعف ما ، إذ الحسن لا ينفك عن ضعف ما ، ولو انفك عن ذلك لصح باتفاق)).184
...ومثل هذا ما قاله في ترجمة محمد بن طلحة بن مصرف اليامي في سير أعلام النبلاء بعد أن ذكر بعض أقوال العلماء في توثيقه وتوهينه، قال: يجيء حديثه من أدنى مراتب الصحيح ، ومن أجود الحسن . وبهذا يظهر لك أن "الصحيحين" فيهما الصحيح وما هو أصح منه ، وإن شئت قلت : فيهما الصحيح الذي لا نزاع فيه ، والصحيح الذي هو حسن . وبهذا يظهر لك أن الحسن قسم داخل في الصحيح ، وأن الحديث النبوي قسمان ، ليس إلا صحيح وهو على مراتب ، وضعيف وهو على مراتب . والله أعلم185.
وفي تفاوت فأعلا رتبه
ما صحح البعض كبهز عن أبه كذاك عمرو بن شعيب النبه
Bogga 57