باب ذكر القيام بالقسط
وذكر الله تبارك وتعالى القيام بالقسط في كتابه فقال: { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } [الأنفال: 1]، وقال : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين } [النساء: 135] إلى قوله: { خبيرا{ ، وقال تعالى: { ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } [المائدة: 2]، فأمر تبارك وتعالى بإصلاح ذات البين، والقيام بالقسط في عباده وبلاده، والتعاون على البر والتقوى، وترك التعاون على الإثم والعدوان، وهذا لا يكون كما أمر الله به إلا بمجاهدة الباغين، ومنعهم من الظلم والعدوان. وقال سبحانه: { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا } [الكهف: 51]، وقال سبحانه لإبراهيم عليه السلام: { إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } [البقرة: 124]، فأخبر تبارك وتعالى أنه لا يتخذ الظالمين عضدا، وكذلك لا يتخذهم أمراء ولاخلفاء ولا قضاة ولا حكاما، وأخبر أن عهده لا ينال الظالمين. وكذلك لا يجوز لهؤلاء أن يكونوا أئمة للمسلمين وخلفاء لرب العالمين، وشهادتهم غير مقبوله، وقولهم غير مصدق. وقال عز وجل: { إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } [ص: 26]، فلا يستحق الخلافة إلا من حكم بالحق، فإذا عدل عن حكم الله فليس بخليفة.
Bogga 242