باب ذكر أهل الكبائر
وذكر الله براءة أهل الكبائر من الكفر وبين أنهم ليسوا بكفار فقال عز وجل: { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } [الأنعام: 1]، فأخبر أن الكفار بربهم يعدلون، وأهل الكبائر لا يعدلون بالله إلها آخر. وقال: { قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد } [الكافرون: 1-3]، وقال: { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } [غافر: 10]، إلى قوله تعالى: { فهل إلى خروج من سبيل ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم } [غافر: 12]، إلى قوله: { العلي الكبير{ ، وأهل الكبائر لايشركون بالله شيئا ولا يكفرون به، ولا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يعبدون غيره، وإنما هم قوم أصابوا الكبائر على الشهوة منهم والإسأة، وهم لها محرمون، فبذلك خرجوا من اسم الإيمان، ولم يدخلوا في اسم الكفر والجحدان، وقال: { بل الذين كفروا يكذبون } [الانشقاق:22].
فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن فسقه قومنا من أهل الصلاة ليسوا بكفار، وهذا تكذيب للخوارج المارقة الذين يشهدون على أهل التوحيد والإقرار من أهل القبلة إذا أصابوا كبيرة من الكبائر أنهم كفار بالله العظيم، خارجون من قبلة الإسلام، فنعوذ بالله من جهلهم وضلالهم.
Bogga 235