Muqaalka Min Dhagaxa Qalcadda
المنظر من صخرة القلعة
Noocyada
سيموت تاركا زوجة مريضة مشلولة لا تستطيع حتى الاعتناء بنفسها، وأما عجوزا مليئة بالإحباط وخيبة الأمل، وابنة صغرى، دائما ما كانت صحتها واهنة، وابنة كبرى لديها ما يكفي من القوة والذكاء، ولكن غالبا ما كانت تبدو أنانية وعاجزة على نحو غامض، وابنا يتوسم فيه المهارة وإمكانية التعويل عليه، ولكنه لا يزال صبيا صغيرا. سوف يموت محاصرا بالديون، وقبل حتى أن ينتهي من هدم الحظائر التي سوف تبقى هناك - أسلاك متدلية على أعمدة من خشب الأرز التي قطعها في مستنقع أوستن في صيف عام 1927 - شاهدة على فشل مشروعه.
قلت حين أخبرني بهذا: «أهذا كل ما كنت تفكر بشأنه؟»
فقال: «ألم يكن ذلك كافيا؟» ومضى يخبرني كيف اقتلع إحدى ساقيه من الثلج ثم الأخرى؛ خرج من هذا الركام ولم يكن هناك أي ركامات ثلجية أخرى شديدة العمق، وقبل أن يمر وقت طويل كان في حماية أشجار الصنوبر الواقية من الرياح التي زرعها بنفسه في نفس العام الذي ولدت فيه. ثم وصل إلى المنزل.
ولكني كنت أقصد: ألم يفكر في نفسه؛ في ذلك الصبي الذي كان يمارس الصيد عبر نهر بليث، ألم يكن يكافح من أجل نفسه؟ أعني هل كانت حياته آنذاك مجرد شيء ينتفع به الآخرون؟ •••
كان أبي دائما ما يقول إنه لم ينضج بحق حتى ذهب للعمل في المسبك. لم يكن يرغب قط في الحديث عن مزرعة الثعالب أو مشروع الفراء، إلى أن صار عجوزا واستطاع بسهولة أن يتحدث عن أي شيء تقريبا. ولكن أمي التي كانت حبيسة شلل متزايد، طالما كانت متلهفة لاسترجاع ذكريات فندق باين تري، والأصدقاء، والأموال التي جمعتها هناك. •••
وكان بانتظار أبي عمل آخر، حسبما تبين. لست أتحدث عن عمله بتربية الديوك الرومي، الذي جاء بعد العمل بالمسبك واستمر حتى بلغ السبعين أو أكثر، والذي ربما قد ألحق ضررا بقلبه؛ إذ كان يجد نفسه يصارع ويحوم حول طيور تزن من خمسين إلى ستين رطلا. جاء اشتغاله بالكتابة بعد أن تخلى عن مثل هذا العمل. فبدأ يكتب مذكراته ويحول بعضا منها إلى قصص نشرت في مجلة محلية ممتازة، وإن كانت لم تستمر طويلا. وقبل وفاته بفترة قصيرة كان قد انتهى من رواية عن حياة الرواد بعنوان «عائلة ماكجريجور».
أخبرني أن كتابة هذه الرواية كانت بمنزلة مفاجأة له؛ فقد اندهش أنه قد تمكن من أداء شيء كهذا، واندهش من أن أداءه استطاع أن يجعله غاية في السعادة، وكأن مستقبلا كان ينتظره.
فيما يلي مقتطف من قسم بعنوان «الأجداد »، الذي كان جزءا مما كتبه أبي عن جده توماس ليدلو، نفس الشخص الذي جاء إلى موريس وهو في سن السابعة عشرة وأوكلت إليه مهمة الطهي في الكوخ.
كان رجلا مسنا واهنا أشيب الشعر، ذا شعر طويل وخفيف وبشرة شاحبة. كان يبدو شاحبا للغاية نظرا لكونه مصابا بالأنيميا. كان يتعاطى فيتا-أور، وهو عقار مسجل حظي بقدر كبير من الدعاية. لا بد أنه قد حسن من حالته؛ لأنه قد عاش حتى بلغ الثمانين من عمره ... حين أصبحت واعيا به لأول مرة كان قد عاد إلى القرية وأجر المزرعة لأبي. كان يزور المزرعة، أو يزورني، كما كنت أعتقد، وكنت أزوره أيضا. كنا نذهب للتمشية معا، كان ثمة إحساس بالأمان. كان يتحدث بانسيابية وسهولة فاقت أبي بكثير، ولكن لا أذكر أننا قد أسهبنا في الحديث معا بأي حال، كان يوضح الأمور وكأنه يكتشفها بنفسه في ذات الوقت. لعله كان ينظر إلى العالم من منظور طفل نوعا ما.
لم يتحدث مطلقا بصرامة، فلم يكن يقول أبدا: «انزل عن هذا السور»، أو «انتبه لتلك البركة الطينية!» كان يفضل أن يدع الطبيعة تأخذ مجراها حتى أتمكن من التعلم بتلك الطريقة، كانت حرية التصرف تثير قدرا معينا من الحذر، ولم يكن ثمة أي تعاطف مبالغ فيه حين أصاب بجرح أو نحوه.
Bog aan la aqoon