194

Muqaalka Min Dhagaxa Qalcadda

المنظر من صخرة القلعة

Noocyada

واستطعت أن أقتفي أثر ذلك، هذا ما يفعله الناس، بمجرد أن يبدءوا سوف يتتبعون أي خيط، فيغرق الناس الذين لم يمارسوا القراءة إلا قليلا طوال حياتهم أنفسهم وسط الوثائق، والبعض ممن كانوا يجدون صعوبة في إخبارك بالسنوات التي بدأت فيها الحرب العالمية الأولى وانتهت سوف يحتارون فيما يتعلق بالتواريخ التي من القرون الماضية. نحن في حالة من الحيرة. هذا ما يحدث في أغلب الأحيان في مشيبنا، حين ينغلق مستقبلنا الشخصي ولا نستطيع تخيل مستقبل أحفادنا، وأحيانا لا نستطيع الإيمان به؛ فليس بمقدورنا مقاومة هذا التنقيب في الماضي، وغربلة الأدلة غير الموثوقة، وربط الأسماء الشاردة والتواريخ المشكوك فيها والنوادر معا، والتشبث بالخيوط الرفيعة، والإصرار على الارتباط بالموتى ومن ثم بالحياة. •••

ثمة مقبرة أخرى في بليث، حيث نقل جثمان جيمس لدفنه بعد عقود من مصرعه إثر سقوط شجرة عليه. وهنا دفنت ماري سكوت، التي كتبت خطابا من إتريك لاستمالة الرجل الذي كانت ترغب في قدومه والزواج منها. وكتب على شاهد قبرها اسم ذلك الرجل، «ويليام ليدلو». «المتوفى في إلينوي». ولا أحد يعلم أين دفن سوى الرب.

وبجوارها رقد جثمان وشاهد قبر ابنتها جين، الفتاة التي ولدت يوم وفاة والدها، ونقلت من إلينوي وهي رضيعة، وتوفيت وهي في السادسة والعشرين من عمرها وهي تلد طفلها الأول. ولم تقض ماري نحبها إلا بعد وفاة ابنتها بعامين، ما يعني أنها قد تلقت صدمة أخرى كان عليها أن تمتصها قبل أن تنتهي هي الأخرى.

وبالقرب من جين يرقد جثمان زوجها. كان اسمه نيل أرمور ومات شابا هو الآخر. وكان شقيقا لمارجريت أرمور التي كانت زوجة لتوماس ليدلو، وهما أبناء جون أرمور، أول مدرس بمدرسة إس إس رقم 1 ببلدة موريس، حيث كان العديد من أفراد عائلة ليدلو يدرسون. وقد سمي الرضيع الذي كلف جين حياتها جيمس أرمور.

وهنا تأتيني ذكرى حية تخترق ذهني برعشة تسري عبره. جيمي أرمور. «جيمي أرمور». لست أدري ماذا حدث له ولكني أعرف اسمه. وليس هذا فحسب، بل أعتقد أنني قد رأيته مرة أو أكثر من مرة، رجل عجوز جاء في زيارة من المكان الذي كان يعيش فيه إلى المكان الذي ولد فيه، كان عجوزا وسط عجز آخرين؛ جدي وجدتي وشقيقات جدي. والآن يخطر لي أنه لا بد أنه قد تربى ونشأ مع هؤلاء الناس؛ أقصد جدي وعماتي الكبيرات، أبناء توماس ليدلو ومارجريت أرمور؛ فقد كانوا أبناء عمومته من الدرجة الأولى، بل أبناء عمومة مزدوجة من الدرجة الأولى. عمتي آني، وعمتي جيني، وعمتي ماري، وجدي ويليام ليدلو، الذي أشار إليه أبي ب «الأب» في مذكراته الشخصية.

والآن، كل تلك الأسماء التي كنت أدونها ترتبط بالأحياء في ذهني، وبالمطابخ القديمة التي لم تعد موجودة، بالإطارات المصقولة المصنوعة من النيكل على المواقد السوداء الكبيرة، وألواح التصريف الخشبية ذات الرائحة الكريهة والتي لا تجف أبدا، والضوء الأصفر لمصابيح الكيروسين. علب القشدة على الرواق، التفاح المخزن في القبو، مداخن المواقد التي تمر عبر الفتحات في السقف، الإسطبل الذي يعمه الدفء في الشتاء من أثر أجسام الأبقار وأنفاسها؛ تلك الأبقار التي كنا لا نزال نتحدث إليها بكلمات كانت شائعة في زمن حرب طروادة. الردهة الباردة المغطاة بالمشمع حيث كان يوضع التابوت حين يفارق الناس الحياة.

وفي واحد من هذه المنازل - لا أذكر منزل من - كان ثمة حاجز باب سحري عبارة عن صدفة لؤلؤة كبيرة كنت أعتبرها كرسول يأتيني بالأخبار من كل مكان؛ لأنني كان بإمكاني أن أضعها عند أذني - عندما لا يوجد من قد يستوقفني - وأكتشف ذلك التدفق الهائل لدمي، وللبحر.

Bog aan la aqoon