271

Mantiq Wa Falsafat Culum

المنطق وفلسفة العلوم

Noocyada

Analogies de l’éxperiencé » وهو يرمي من هذه التسمية إلى بيان أنها تمكن العالم من تفسير العلامات التي تكشف له عنها التجربة والتي تنم عن وجود علاقات بين الظواهر.

21

والواقع أن مبدأ العلاقة ليس إلا هوية في العلاقات تمكننا، إذا وجدت حدود ثلاثة، من التكهن بالرابع على أساس أن علاقته بالثالث مماثلة لعلاقة الثاني بالأول، ولقد أوضح «كانت» بجلاء في هذا الصدد أن عمل العالم الذي يفسر التجربة ينحصر في التنبؤ بالعلاقات تبعا لعلامات خاصة: ففي المثال الذي قدمناه من قبل (نقلا عن هاملان) يكون «الحد الأوسط» في الاستقراء هو العلامة التي تمكن من التكهن بوجود المدار البيضاوي الخفي، سواء أكان ذلك التكهن هينا أم شاقا.

وقد حدد «كانت» صيغة مبادئ علاقات التجربة الثلاثة كما يلي: (أ) مبدأ الجوهر

يظل الجوهر على حالة وسط تغير كل الظواهر دون أن تزيد كميته في الطبيعة أو تنقص. فمهمة العالم تنحصر إذن في إيضاح طبيعة هذا الجوهر وتحديد كميته. وذلك هو موضوع تلك القوانين الكبرى المسماة ب «مبادئ بقاء المادة والطاقة».

العلم والجوهر

قد يظن المرء أن العلم الاستقرائي المعاصر ليس في حاجة إلى مبدأ الجوهر؛ بل قد يخيل إليه أنه ينبذه: هو ليس في حاجة إليه، لأنه يكتفي بصياغة قوانين سببية أو وظيفية تعبر عن علاقات بين الظواهر المتعاقبة، أو بين العناصر المتلازمة للظاهرة، أو بين الظواهر المتلازمة. ومن جهة أخرى فهناك ظواهر تناقض مبدأ بقاء المادة، لأنها تبين لنا أن بعض أجزاء المادة تفقد أو تختفي بلا رجعة. وفضلا عن ذلك فالمادة هي الكتلة التي تتغير تبعا للسرعة، كما تقول بعض النظريات المعاصرة. ولكن يلاحظ أن كل فقدان أو ظهور للكتلة، يصحبه ظهور أو اختفاء للطاقة يتناسب معه، بحيث تكون إحدى صور الطاقة. وإذا كانت الكتلة تتغير تبعا للسرعة، فمن المؤكد أن الكتلة لن تعود هي الباقية؛ بل إن ما يبقى هو علاقة خاصة معقدة بين الكتلة والسرعة. فهناك إذن على الدوام مبادئ للبقاء، وكل ما في الأمر أن تحديد صيغة هذه المبادئ قد أصبح أكثر تعقيدا وتجريدا.

أما أن العلم في حاجة إلى هذه المبادئ، فذلك ما توضحه الملاحظة الآتية:

إن القوانين تعبر عن العلاقات، غير أننا نظرنا إلى هذه العلاقات من وجهة النظر العلمية، فوجدناها تربط حدودا «وأشياء» متضايفة.

ومن هذه الأشياء ما لا يتصف بالثبات، وما يستمر في البقاء، كالطاقة الكهربية مثلا. ولكن ينبغي في نهاية الأمر أن يكون منها ما هو دائم، حتى يكون العلم منصبا على حقيقة واقعة.

Bog aan la aqoon