267

Mantiq Wa Falsafat Culum

المنطق وفلسفة العلوم

Noocyada

ومع ذلك فالاستقراء، على نحو ما وصفناه، لا يعدم أن يجد له استعمالا. وهو يسمى «بالاستقراء الكامل» أو «الاستقراء الصوري» وسبب هذه التسميات واضح، وهو يستخدم في التصنيفات؛ فإذا وجد جنس معين يحتوي على عدد معين من الأنواع، وتحققنا من وجود صفة معينة في كل من هذه الأنواع، كانت هذه الصفة منطبقة على الجنس بأكمله، أو قد يشتمل نوع معين (كالكواكب مثلا) على عدد معين من الأفراد، ويتصف كل من الأفراد بالصفة التي نحن بصددها (كأن يحتوي على جسم كيميائي معين مثلا). ويظهر الاستقراء الكامل أيضا في تلك العمليات الشائعة المسماة في اللغة الدارجة بعمليات «التتميم

pointages »؛ فالطالب «أ» قد سلم بحثه، وكذلك الطالب «ب» ... إلخ. إذن فكل طلبة الفصل قد سلموا أبحاثهم.

ومع ذلك يجب الاعتراف بأن مثل هذه التطبيقات محدودة، وأننا تناولناها بالبحث فإننا لا نعرض لمشكلة الاستقراء الحقيقية. (2) الاستقراء التعميمي

amplifiante

إن الاستقراء الحقيقي هو ذلك الذي وصف بأنه استقراء تعميمي؛ فهو يعمل في آن واحد على زيادة الحكم كما وجهة، أما باعتبار الكم فذلك بانتقاله من الجزئي إلى الكلي، وأما باعتبار الجهة فذلك بانتقاله من العرضي (أي من المعطى، ومن الواقعة من حيث هي واقعة) إلى الضروري (أي القانون).

ولقد حاول «فرانسيس بيكن» وضع نظرية في «الاستقراء الحقيقي

inductio vera » على حد تعبيره، ولم يخف طموحه في المضي إلى أبعد بكثير مما ذهب إليه أرسطو، وقد أطلق على مؤلفه الكبير الذي لم يتمه، اسم الأورجانون الجديد

Novum Organum

أي المنطق الجديد؛ إذ كان المدرسيون يطلقون اسم

organon (أي الأداة) على مجموع المؤلفات المنطقية التي وضعها أرسطو. (3) نظرية بيكن في الاستقراء

Bog aan la aqoon