20
نراه يستعين بالدراسة النفسية للطوائف الدينية التي يندفع أفرادها إلى الاستشهاد.
21
وعلى العكس من ذلك فإن علم الاجتماع، إن كان يبحث عن تسلسلات سببية، وإن كان يعمم، فما ذلك إلا ليفهم ما قد يكون في الظاهرة الاجتماعية من عنصر فردي، أي ما تنفرد به حضارة معينة مثلا، وكذلك ما هو عرضي في تطور هذه الحضارة، أو في تطور نظام ما، ولا تستطيع الأنثروبولوجيا الحضارية أن تؤكد كثرة الحضارات، ما لم تبين الطابع الخاص الذي تنفرد به كل منها؛ بل إن المذهب التطوري ذاته لا يمكنه أن يستخلص قانون تطور نظام أو مجتمع معين، إلا بشرط بناء الجانب الحركي على الجانب السكوني، ومن ثم كان عليه أن يبين أن لكل لحظة من لحظات التطور طابعا فرديا، وأنها لا يجب أن تدرس إلا على هذا الأساس.
وإذن فالتقدم الذي يحرزه علم الاجتماع في مختلف ميادينه يتجه إلى حشد علوم الإنسان وتعبئة كل مناهجها. ولهذه الكثرة من وجهات النظر ما يبررها في نهاية الأمر، لأن الظاهرة الإنسانية لا يمكن استيعابها تماما، كما أنها متعددة الأوجه في الوقت نفسه، ثم إن الظاهرة الاجتماعية، كما قال كونت، هي أكثر الموضوعات وضوحا للأذهان، وأكثرها تعقيدا في الوقت ذاته. وأخيرا، لأن الإنسان طبيعة وحرية في آن واحد كما تنبئنا الفلسفة.
الفصل العاشر
النظريات الحالية في الفيزياء الرياضية النسبية الخاصة والعامة1
في التفسير العلمي لظاهرة من الظواهر، لا نكتفي بذكر القانون المعبر عنها، وبيان الطريقة التي تحدث بها؛ بل نكشف أيضا عن علتها، ونبين سبب ظهورها، أي أن هذا التفسير لا يمكننا من التنبؤ بها، وذلك هو هدف النظريات العلمية.
والنظريات أعم من القوانين فهي تعبر عن المبدأ العام لهذه القوانين، وهي تأتي بمنهج في التفسير والبحث، وتكشف بوجه خاص عن علة الظواهر أو سببها.
وأشهر وأهم النظريات الحالية في الفيزياء الرياضية، نظرية النسبية الخاصة والعامة.
Bog aan la aqoon