Mantiq Ishraqi ee Suhrawardi la Dilay
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Noocyada
فهي أنه ليس من اللازم أن ندرج الجهة في المحمول في القضايا الضرورية نفسها، لأنه لا حاجة إلى تكرير الجهة، بينما القرينة دالة على الضرورية؛ فليس من اللازم إذن أن نرد كل إنسان هو بالضرورة حيوان إلى القول - بالضرورة كل إنسان يجب أن يكون حيوانا.
99
ويقول السهروردي: «إذا كانت القضية ضرورية كفانا جهة الربط فحسب، أو أن يفرض كونها بتاتة دون إدخال جهة أخرى في المحمول، مثل أن تقول كل إنسان بتة هو حيوان، أما غير هذه القضايا فيجب إدراج الجهة في المحمول.»
100
أما المسألة الثانية:
فهي أنه لا ينبغي التعرض للسلب بعد التعرض للجهات، وتفسير هذا كما يقول الشارح:
101 «أن السلب التام هو ما يكون ضروريا، وهذا السلب الضروري يعتبر إيجابا إذا ما غيرنا مفهومه بمفهوم الامتناع ولفظ السلب بلفظ الامتناع. فكل إنسان ليس بحجر، تنقلب إلى كل إنسان يمتنع أن يكون حجرا؛ فمفهوم الامتناع هنا أوقع السلب تحت الإيجاب. وعلى هذا لم تكن ثمة حاجة إلى تغيير السلب بعد تغيير الجهة، وهذا ما يحدث أيضا في القضايا الممكنة؛ أي في السلب غير التام، أو السلب الإمكاني؛ فإن السلب في القضية الممكنة ينقلب إلى موجبة، وذلك بمجرد إدراج الجهة في المحمول.» يقول السهروردي: «لنا ألا نتعرض للسلب بعد تعرضنا للجهات - فإن السلب التام من الضروري، وقد دخل تحت الإيجاب إذا ورد الامتناع على ما ذكرنا، وكذا الإمكان. واعلم أن القضية ليست هي باعتبار مجرد الإيجاب قضية، بل وباعتبار السلب أيضا، فإن السلب أيضا حكم عقلي سواء عبر عنه بالرفع أو بالنفي، فإنه حكم في الذهن ليس بانتفاء محض، وهو إثبات من جهة أنه حكم بالانتفاء، والشيء لم يخرج عن الانتفاء والثبوت، أما النفي والإثبات في العقل فهما أحكام ذهنية حالهما شيء آخر؛ فالمعقول إذن لم يحكم عليه بحال ما فليس بمنفي ولا بمثبت، بل هو نفسه إما منتف أو ثابت.»
102
يكاد السهروردي يعترف هنا بالسلب؛ فهو يعتبره حكما عقليا، ولكنه يعود فيقول: «إنه إثبات من حيث إنه حكم بالانتفاء - وكل حكم بالإثبات أو بالنفي فهو إثبات.»
103
Bog aan la aqoon