81

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Daabacaha

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الذين بانَ لنا من مكنون ضمائرهم وصادق سرائرهم ما لا نشُمُّ له رائحة!. وتأمل ما قاله السري السقطي في معنى قوله تعالى ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾ (١)، قال ﵀: (أتدرون ما هذا الحجاب؟!، حجاب الغيرة!، ولا أحد أغير من الله، إن الله تعالى لم يجعل الكفارَ أهلًا لفهم كلامه ولا أهلًا لمعرفته وتوحيده ومحبته، فجعل بينهم وبين رسوله وكلامه وتوحيده حجابًا مستورًا عنِ العيونِ غيرةً عليه أن يناله من ليس أهلًا له) انتهى (٢). ومع هذا فلا نيأس من روْح الله، ولنتذكر ما تقدم من قول ابن القيم ﵀: (يامن هبَّتْ على قلبه جنوبُ المجانبه، فتكاثفت عليه غيوم الغفلة فأظلم أُفُقُ المعرفة: لا تيأس!، فالشمس تحت الغيم، لوْ تصاعد منك نَفَسُ أسَفٍ استحالت شمالًا فتقطع السحابُ فبانت الشمس تحته!) (٣). ثم لنتأمل وصية إبراهيم بن أدهم لأخٍ له في الله حيث قال له: (إنْ كنتَ تحبّ أن تكون للهِ وليًّا وهو لك محبٌّ فدعِ الدنيا والآخرة ولا ترغبنّ فيهما، وفرِّغ نفسَك منهما، وأقبل بوجهك على اللهِ يقبل الله بوجههِ عليك ويَلْطَف بك، فإنه بلغني أن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا ﵉:

(١) سورة الإسراء، الآية: ٤٥. (٢) أورده شيخ الإسلام في الاستقامة ٢/ ٤٥، وابن القيم في المدارج ٣/ ٤٣، وروضة المحبين ص (٣٢٩). (٣) بدائع الفوائد، ٣/ ٢٣٣.

1 / 82