7

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Daabacaha

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

جدًا، فـ (موضع سوط في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها) كما قال رسول الله ﷺ (١)، وقال ابن القيم ﵀ يصف الأنس بالإله الحق سبحانه: (والأنس به سبحانه أعلى من الأنس بما يرجوه العابد من نعيم الجنة) (٢). وقال في قوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ (٣): (فيسيرٌ من رضوانه ولا يقال له " يسير " أكبر من الجنان وما فيها!) انتهى؛ فتأمل قوله: (أكبر من الجنان وما فيها)!. وقال عثمان بن سعيد الدارمي ﵀: (فأما في الآخرة فما أكبر نعيم أهل الجنة إلا النظر إلى وجهه، والخيبة لمن حُرِمه!) (٤). ثم ذكر أن الله تعالى (احتجب من خلقه لِيَبْلُوَ بذلك إيمانهم أيّهم يؤمن به ويعرفه بالغيب ولم يره، وإنما يجزي العباد على إيمانهم بالغيب، لأن الله ﷿ لو تبدّى لخلقه وتجلى لهم في الدنيا لم يكن لإيمان الغيب هناك معنى، كما أنه لم يكفر به عندها كافر، ولا عصاه عاص، ولكن احتجب عنهم في الدنيا ودعاهم إلى الإيمان به بالغيب وإلى معرفته والإقرار بربوبيته، ليؤمن به من سبقت له منه السعادة، ويحق القول على الكافرين، ولوْ قد تجلى لهم لآمن

(١) رواه البخاري برقم (٣٠٧٨) ورقم (٦٠٥٢) عن سهل بن سعد الساعدي – ﵁. (٢) مدارج السالكين، ٣/ ٩٥. (٣) سورة التوبة، من الآية: ٧٢. (٤) الرد على الجهمية، ص (٦٤).

1 / 8