49

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Daabacaha

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

رأيته بُهِتُّ – أيْ دُهِشْت -!، فقال: (لن تراعي!، إنما هي الجنة للمليك يُتحف بها من أحبَّ من عباده)، قالت: قلت بأبي أنتَ! .. بِمَ نِلْتَ هذه المنزلة من الله؟!، قال: (بمحبته وإيثار محابِّه عز َّوَجل). قال أبو سليمان الداراني: (لوْ لم يكن لأهل المعرفة إلا هذه الآية الواحدة لاكْتفوا بها: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ؟ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (١) (٢). وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: أي شيء أراد أهل المعرفة؟!، واللهِ ما أرادوا إلا ما سأل موسى ﵇ (٣)؛ يريد قوله: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ (٤). وكان سعيد بن علقمة من نُسَّاكِ النخع وكانت أمه طائية؛ قالت: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامّة الليل لا يهدأ، قالت: ولربما سمعته في جوف الليل يقول: (اللهم همّك عطّل عليَّ الهموم وحال بيني وبين السُّهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب)، قالت: (ولربما ترنّم في السحر بشيء من القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا جُمع في ترنّمه تلك الساعة) (٥).

(١) سورة القيامة، الآية: ٢٢، ٢٣. (٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ٩/ ٢٩٤. (٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ٩/ ٢٦٤. (٤) سورة الأعراف، الآية: ١٤٣. (٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل برقم (١٧٤)، وأبو بكر القرشي في الهم والحزن برقم (١٤٧).

1 / 50