الكيل، من غير جنفي منا ولا ميل، تظاهرا باية { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل )(1)، وإظهارا لنعمة المولى بقوله: وأما بنعمة ربك فحدث)(2)، إذ ضربنا في قداح ميسره بسهم ، وأبدينا من شكر نعمه الضافية ما أزال عنا في التقصير الوهم، وله اليد الطولى فيما أفاد وأنعم، والخير بالخير والبادي أكرم، والشر بالشر والبادي أظلم. فنقول، ومن الله أطلب التوفيق في المقول: المؤلف يرد على المقري بالمثل: الله الحمد والمنة، وأصلي على أول من يقرع باب الجنة، لما انفتحت لي 1 آبواب رياض المسطور، وسرحت طرفي في منظومه والمنثور، فإذا هو بستان شهير اروض نضير، رصعت جدراته(3) بلآليء الفصاحة، ونضدت أرجاؤه بيواقيت البلاغة ابهرمان الصباحة، واكتسى من أزهار حلل المعاني ونوار أردية الاستعارات ما أورى اوريتها حبايا طال ما نشر عليها ليل المراقبة جناحه، بانيه أحكم مبانيه ومعانيه خبرة المغانيه ، سماع أوتار أفنان بيانه يشغف الألباب، ويحبي موات النفوس منه ريا تلوين الخطاب، أعجوبة الدهر والأوان، وصناعة بديع الزمان(4)، لو راه سحبان لسحب ذيل الطاعة والإذعان، واخرس بين الأقران، ولو أبصره ابن هانيء لقابل بالبشرى والتهاني، واعترف ببلوغ الأماني، ولو ظفر به أبو نواس لكان له به في المحاضرة إيناس، ولو تعرى للمعري، لقال هذا مقري، وفر من آثواب أدبه إلى حصن التعري اولو عاصره الجرجاني لانجر إلى سلمه جرجاني ، واعترف بأن ليس له في الوجود ااني، ولو لقيه القزويني لقال إن استخدامه إياي يغنيني عما ملكت يميني، ولو ناوأه السكاكي ، لكان شعاره في معرك النزال تراكي تراكي، ولو حضره الحريري لقال إن ه 1 أميري، في نهاية تحريري، وأنشد وأفصح، وأرشد واستنصح /.
كل يوم تستلون غير هذا بك أجمل (1)، سورة (الشورى) الآية (41) .
(2) سورة (الضحى) الآية (11) .
(3) كذا (جدراته) ولعلها (جدرانه) (4) أراد المؤلف أن يتحدى المقري في حفظه وفصاحة قلمه أيضا فأورد قائمة من أسماء البلغاء والبيانين امثل ما أورد المقري قائمة بأسماء النحاة واللغويين 2
Bog aan la aqoon