الناس وتفر منه الأصاغر والأكابر خوفا من ضربه أو رميه بالحجارة. فلما شب وسمه أهله وأقاربه بأنه من الصالحين، فخرج عليه هذا الوصف، فصار أبوه وأهل يظهرون ه الناس طمعا في جلب الدنيا من أجله . ولما مات دفن خارج قسنطينة بمحل يقال له اكدال، وبنوا عليه مسجدا ويقال له جامع سيدي مدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
66 - (التعريف ببلقاسم الحيدوسي] ابلقاسم الحيدوسي ودخول البيوت: ومنهم رجل يقال له بلقاسم الحيدوسي، اشتهر بعد موت مخلوف المذكور، 1 وأراد / الجري على طريقه واتباع سننه، فمسك من عراه ببعض وتفلت منه بعض لفراه يهوم بين الطرقات ويتخلل الجماعات ويترصد لما ينال في الأسواق. وولع به النساء وصار يدخل الدور، ويجتمع بنساء المسلمين غيبا وحضور(1)، وهي بلية ما افظعها(3)، ومصيبة في حق الزائر والمزور ما أشنعها(3)، ويتكلم بكلام سخيف لا اضى، وهجر قول لا ينال به من المولى الرضى، فإنا لله وإنا إليه راجعون على عقول اخيفة تتوسم في مثل هؤلاء الولاية، وتنسبهم إلى أهل(4) العناية . وهذا الرجل أجهل امن جاهل وأغبى من غبي، لا يفرق بين الخالق والمخلوق، ولا يميز بين الرازق والمرزوق، * إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا. وقد استفاض عليه ترك الصلاة فلا تراه أبدا مصليا ولا داخل مسجد، فاستبدل من ذلك دخول الديار تعوض من الجماعات جماعات النساء كبارا وصغارا.
اقد يهجس في النفس أن ذكر هؤلاء في الأوراق والاعتناء بهم في الكتب تنويه ذكرهم وترفيع لقدرهم، وإهمالهم أولى، وعدم التعرض لذكرهم أحق وأجلى، إلا ] أن النصح العام هو الملجىء لذكرهم والغيرة على حمى الله ورسوله / وبساط أوليايه وأصفيائه أن يدعي جلوس مثل هؤلاء عليه، هو الموجب للتعرض لهم ، ولي في هذا(2) سلف من خير سلف، لقد أوضحت علماء الدين وأئمة المسلمين نقلة حديث (1) صحيحها (حضورا) ، ولكن المؤلف أسقط الالف للسجع (2) في الأصل (افضعها).
) في الأصل (أسنعها).
1) كلمة (أهل) مضافة في الهامش.
(6) يقصد المؤلف أن له سلفا في نصح المسلمين، وهم علماء الدين وأيمة الحديث إلخ 176
Bog aan la aqoon