عدد العناصر المكونة للجسم: اختلف المعتزلة في حصر عدد هذه العناصر فبينما يراها العلاف ستة، يراها أبو علي الجبائي ثمانية.
مصدر هذا القول: يلاحظ أن الذرات التي يقول بها المعتزلة، ليست هي ذرات (ديمقريطس)، وإنما هم اتفقوا معه، في رد أقل الأجزاء في الأجسام الطبيعية، إلى عدد من الذرات، واختلفوا في تحديد هذا العدد.
ولكن هنا نجد أن أثر أرسطو، أقوى من أثر ديمقريطس، على المعتزلة، في نظريتهم الخاصة بالجسم، لأن أرسطو كان يعتبر العناصر في ذاتها مركبات:
هيولى وصورة، وهي ليست مبادي كما زعم (أنباذوقليس).
ويضيف أرسطو، أن الهيولى لا توجد مفارقة، وهي موجودة أولا في هذه البسائط، فبالقياس إلى المركبات الطبيعية، العناصر- مبادي وأصول- لا تنحل إلى أبسط منها، والمركب الطبيعى المتجانس، وطبيعة واحدة، أي صورة في هيولى، ويسمى مزيجا، وهذا المزيج جسم متجانس، كل واحد من أجزائه شبيه بالكل، وبأى جزء آخر.
ويقول المعتزلة إن العناصر لا توجد مفارقة، بل الجسم الحقيقي الطبيعي، هو المركب من هذه العناصر، فكأن نظرية الجسم عند المعتزلة، نتيجة لتأثير نظريات ديموقريطس، وأنباذوقليس، وأرسطو.
الذرة أو الجزء الذي لا يتجزأ
قول من لا يعترف بأي صفة للجزء: يقول العلاف، إن الجزء لا طول له ولا اجتماع .. إلى آخر هذه الصفات، ينفيها عنه.
قول من يعترف للجزء ببعض الصفات: يقول الجبائي، يجوز على الجوهر الواحد الذي لا ينقسم، ما يجوز على الجسم، من اللون والطعم والرائحة، إذا انفرد.
Bogga 142