وأما الصوت الآخر فسلمت عليهم فردوا السلام (، قلت: يا رسول الله، ما رزقهم؟ قال:) الروث والعظم (قلت: وكيف يأكلون الروث والعظم؟ قال:) أما الروث فيكون أخضر كما كان وأما العظم فينهشون منه (.
حدثنا عمر بن ابن عمرن حدثنا ربيع بن روح الحوطى، حدثنا بقية، حدثنى نمير بن يزيد القينى، حدثنا أبى، حدثنا قحافة بن ربيعة، حدثنى الزبير بن العوام رضى الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله ﷺ صلاة العشاء في مسجد المدينة، فلما انصرف قال:) أيكم يتبعنى إلى وفد الجن الليلة؟ (، فسكت القوم، فلم يتكلم أحد منهم، ثم قال لنا ذلك ثانيا، فلم يتكلم من القوم أحد، فمر بى يمشى، فأخذ بيدى، فجعلت أمشى معه، وما أحد مشى معه غيرى، حتى حبس عنا جبلا المدينة، وأفضينا إلى أرض براز، فإذا نحن برجال طوال كأنهم الرماح يستنفرون ثيابهم من بين أرجلهم، كلما رأيتهم غشيتنى رعدة حتى ما تمسكنى رجلاى من الفرق، فلما دنا منهم خط رسول الله ﷺ بإبهام رجله في الأرض دائرة، وقال لى:) اقعد في وسطها (، فلما جلست فيها ذهب عنى كل شئ كنت أجده من ريبة، وتقدم رسول الله ﷺ بينى وبينهم قريبًا، ثم تلا عليهم قرآنا رقيقا حتى سطع الفجر، ثم انصرفوا فمر بى رسول الله ﷺ فقال:) الحق، فرجعنا نمشى غير بعيد، فقال لى: (التفت)، وقد أسفرنا، فقال: (انظر هل ترى من هؤلاء القوم أحدًا حيث كنا؟)، قلت: يا رسول الله، إنى لأرى
1 / 42