فهذه النصوص دالة على شمول حمده - سبحانه - لخلقه وأمره، فهو سبحانه حمد نفسه في أول الخلق وآخره، وعند الأمر والشرع، وحمد نفسه على ربوبيته للعالمين، وحمد نفسه على تفرده بالإلهية وعلى حياته، وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لا يليق بكماله من اتخاذ الولد والشريك وموالاة أحد من خلقه لحاجته إليه، كما في قوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا} ، وحمد نفسه على علوه وكبريائه كما قال - سبحانه -: {فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين وله الكبريآء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} ، وحمد نفسه في الأولى والآخرة، وأخبر عن سريان حمده في العالم العلوي والسفلي، ونبه على هذا كله في كتابه في آيات عديدة تدل على تنوع حمده - سبحانه -، وتعدد أسباب حمده، وقد جمعها الله في مواطن من كتابه، وفرقها في مواطن أخرى ليتعرف إليه عباده، وليعرفوا كيف يحمدونه وكيف يثنون عليه، وليتحبب إليهم بذلك، ويحبهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه.
وقد ورد الحمد في القرآن الكريم في أكثر من أربعين موضعا، جمع في بعضها أسباب الحمد، وفي بعضها ذكرت أسبابه مفصلة، فمن الآيات التي جمع فيها أسباب الحمد قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} ، وقوله: {له الحمد في الأولى والآخرة} ، وقوله: {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض} .
Bogga 266