تابع دراسات في الباقيات الصالحات
المبحث الرابع: في الحمد، فضله وأنواعه ودلالته
المطلب الأول: فضل الحمد والأدلة عليه
تناولت فيما سبق بيان فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله وفضل التسبيح، وهما إحدى الكلمات الأربع التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أحب الكلام إلى الله، وتناولت فيها جملة من الأمور المهمة المتعلقة بهاتين الكلمتين العظيمتين، وأبدأ الحديث هنا عن الحمد (حمد الله - تبارك وتعالى-) ، فإن له شأنا عظيما وفضلا كبيرا، وثوابه عند الله عظيم، ومنزلته عنده عالية.
فقد افتتح - سبحانه - كتابه القرآن الكريم بالحمد فقال: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ، وافتتح بعض السور فيه بالحمد، فقال في أول الأنعام: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} ، وقال في أول الكهف: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} ، وقال في أول سبأ: {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير} ، وقال في أول فاطر: {الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشآء إن الله على كل شيء قدير} .
Bogga 264