Al-Manhal Al-Ma'huul Bi-Al-Bina' Li-Al-Maghul
المنهل المأهول بالبناء لالمجهول
Baare
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
Daabacaha
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
Lambarka Daabacaadda
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
Noocyada
Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
Al-Manhal Al-Ma'huul Bi-Al-Bina' Li-Al-Maghul
Maxamed bin Dahir al-Qurashi d. 910 AHالمنهل المأهول بالبناء لالمجهول
Baare
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
Daabacaha
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
Lambarka Daabacaadda
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
Noocyada
ولهذا جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة المحذرة من أسباب الردة وسائر أنواع الشرك والكفر المناقضة لكلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقد ذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد من كتب الفقه: أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض إذا وقع فيها، أو في أي شيء منها ارتد عن الدين وانتقل من الملة، ولم ينفعه مجرد التلفظ ب لا إله إلا الله؛ إذ إن هذه الكلمة العظيمة التي هي خير الذكر وأفضله لا تكون نافعة لقائلها إلا إذا أتى بشروطها واجتنب كل أمر يناقضها.
وما من ريب أن في معرفة المسلم لهذه النواقض فائدة عظيمة في دينه، إذا عرفها معرفة يقصد من ورائها السلامة من هذه الشرور، والنجاة من تلك الآفات، ولهذا فإن من عرف الشرك والكفر والباطل وطرقه وأبغضها وحذرها وحذر منها ودفعها عن نفسه ولم يدعها تخدش إيمانه، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لتلك الأمور ونفرة عنها كان له في معرفته هذه من الفوائد والمنافع ما لا يعلمه إلا الله، والله - سبحانه - يحب أن تعرف سبيل الحق لتحب وتسلك، ويحب أن تعرف سبيل الباطل لتجتنب وتبغض؛ إذ إن المسلم كما أنه مطالب بمعرفة سبيل الخير ليطبقها، فهو كذلك مطالب بمعرفة سبل الشر ليحذرها، ولهذا ثبت في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - أنه قال: كان الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. ولهذا - أيضا - قيل:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه
Bogga 216