وقد أشار سلفنا الصالح - رحمهم الله - إلى أهمية العناية بشروط لا إله إلا الله ووجوب الالتزام بها، وأنها لا تقبل إلا بذلك، ومن ذلك ما جاء عن الحسن البصري - رحمه الله -: أنه قيل له: إن ناسا يقولون: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة". فقال: "من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة".
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم؟ "قال : "شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة". فقال الحسن: "نعم العدة، لكن ل لا إله إلا الله شروطا فإياك وقذف المحصنات".
وقال وهب بن منبه لمن سأله: "أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ "قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح. يشير بالأسنان إلى شروط لا إله إلا الله".
ثم إنه باستقراء أهل العلم لنصوص الكتاب والسنة تبين أن لا إله إلا الله لا تقبل إلا بسبعة شروط وهي:
1 -
العلم بمعناها نفيا وإثباتا المنافي للجهل.
2 -
اليقين المنافي للشك والريب.
3 -
الإخلاص المنافي للشرك والرياء.
4 -
الصدق المنافي للكذب.
5 -
المحبة المنافية للبغض والكره.
6 -
الانقياد المنافي للترك.
7 -
القبول المنافي للرد.
وقد جمع بعض أهل العلم هذه الشروط السبعة في بيت واحد فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
ولنقف وقفة مختصرة مع هذه الشروط لبيان المراد بكل واحد منها، مع ذكر بعض أدلتها من الكتاب والسنة.
أما الشرط الأول: وهو العلم بمعناها المراد منها نفيا وإثباتا المنافي للجهل، وذلك بأن يعلم من قالها أنها تنفي جميع أنواع العبادة عن كل ما سوى الله، وتثبت ذلك لله وحده، كما في قوله سبحانه وتعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} أي: نعبدك ولا نعبد غيرك، ونستيعن بك ولا نستعين بسواك.
Bogga 211