323

Al-manhaj Al-maslūk Fī Siyāsat Al-mulūk

المنهج المسلوك في سياسة الملوك

Baare

علي عبد الله الموسى

Daabacaha

مكتبة المنار

Goobta Daabacaadda

الزرقاء

وَقَالَ الْوَزير الثَّالِث الراي ان يطْلب الْملك تعْيين من فَسدتْ طَاعَته بالأمناء الثِّقَات من الجواسيس فَإِذا تعينُوا عوملوا بِمَا تَقْتَضِيه أَحْوَالهم من قلَّة أَو كَثْرَة فَقَالَ رَئِيس الزمارمة إِن الْبَحْث الان عَن هَذَا خطر لِأَنَّهُ لابد أَن يفْطن لَهُ وَإِذا فطن لَهُ خَافَ الْمُرِيب فحذر ثمَّ لايخلو أمره بعد ذَلِك من حَالين أما أَن يَتَحَرَّك إِلَى جِهَة عدونا فيعتمده بالنصائح وَالدّلَالَة على العورات ثمَّ يُقَاتل مَعَه بَصِيرَة لَيست لِلْعَدو لِأَنَّهُ يطْلب العودة إِلَى وَطنه وَأَهله وَمَاله وَأما أَن لَا ينْفَصل وَلَا يرهبنا بل يكاشفنا فِي الْعَدَاوَة ويتكثر علينا بإشكاله من الرّعية فينصرونه علينا وَإِن لم يَكُونُوا على مثل رَأْيه إِلَّا أَن فِي الرّعية من أعقده الحرمان وَمن أحقده التَّأْدِيب وَجُمْهُور الرّعية يتعصبون على الأجناد لأَنهم لن يعدموا مِنْهُم أَذَى واستطالة فَإِن سومحوا أفسدوا المملكة وَإِن قصد الْمُسِيء بالعقوبة خَافَ البريء أَن تتعدى الْعقُوبَة إِلَيْهِ فانحاز إِلَى الْمُسِيء لَعَلَّه المشاكلة لَهُ وَلَو كَانَ عدوا لَهُ كَمَا أَن الكلبين إِذا تهارشا

1 / 499