257

Al-manhaj Al-maslūk Fī Siyāsat Al-mulūk

المنهج المسلوك في سياسة الملوك

Baare

علي عبد الله الموسى

Daabacaha

مكتبة المنار

Goobta Daabacaadda

الزرقاء

واقتدار حدث عَن حسده الانتقام من الْمَحْسُود وَإِن كَانَ ذَا عجز وَضعف حدث عَنهُ هم دَائِم وسقم لَازم فَيَنْبَغِي أَن يحسم عَنهُ أَسبَاب الْحَسَد ويأنف من تعاطيه ويستنكف من هجنة مُسَاوِيَة ليدفع ضَرَره ويتوقى شَره وَلَا يغالب قَضَاء الله تَعَالَى فَيرجع مَغْلُوبًا وَلَا يُعَارضهُ فِي أمره فَيصير مسلوبا وَسَنذكر من تَأْثِير الْحَسَد وضرر عواقبه حِكَايَة نختم بهَا هَذَا الْفَصْل ذكر أهل التواريخ أَن بهْرَام بن يزدجرد ملك الْفرس كَانَ صديقا لخاقان ملك التّرْك وَكَانَ بَينهمَا مهادلة وتلطف وَإِن بهْرَام اشْتهر أمره بِالْقُوَّةِ والشجاعة وَالْكَرم وَحسن السِّيرَة وَالْعدْل فِي الرّعية فحسده خاقَان على ذَلِك حسدا شَدِيدا وَكَانَ لَهُ وزيران فَذكر ذَلِك لأفضلهما وَسَأَلَهُ التَّدْبِير فِي هَلَاك بهْرَام فَقَالَ لَهُ الْوَزير إِن كتم الْملك ذَلِك سعيت لَهُ فِيهِ فَقَالَ سأكتمه فَلبث مُدَّة ثمَّ سَأَلَ الْوَزير عَمَّا صنع فِيهِ فاستصبره فَلَمَّا تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا قَالَ لَهُ الْوَزير أَيهَا الْملك لَا حِيلَة لي فِيمَا كلفتنيه استصبرتك رَجَاء أَن يَزُول ذَلِك من قَلْبك فَإِنِّي رَأَيْت الْحَامِل لَك عَلَيْهِ

1 / 430