79

Manhaj Ibn Aqil al-Hanbali wa Aqwaluhu fil Tafsir Jama'an wa Dirasatan

منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعا ودراسة

Noocyada

وقال أيضًا: (قوله تعالى: (﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المجادلة:١٢]، نسخ ذلك الوجوب إلى جواز فعلها وجواز تركها بقوله تعالى: ﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المجادلة:١٣]) (^١). المبحث الثاني أسباب النزول: معرفة أسباب النزول من الأمور المهمة في فهم الآيات ووضوحها، ومعرفة تاريخها، والترجيح بين معانيها. قال الواحدي (^٢): (أسباب النزول هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها، وبيان سبب نزولها) (^٣). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب) (^٤). واعتماد العلماء في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن النبي ﷺ أو عن الصحابة لمشاهدتهم أحوال نزول القرآن. قال الواحدي: (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدُّوا في الطلب) (^٥).

(^١) الواضح ١/ ٢٥١. (^٢) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري، صنف: البسيط والوسيط والوجيز في التفسير وأسباب النزول، مات سنة ٤٦٨ هـ، له ترجمة في: طبقات السيوطي ص ٦٦، طبقات الداوودي ١/ ٣٩٤. (^٣) أسباب النزول ص ١٦. (^٤) مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٣٩، مقدمة التفسير ص ٤٥. (^٥) أسباب النزول ص ١٦.

1 / 79