92

Manhaj Fi Fikr Carabi Mucasir

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

Noocyada

111

التي ترفض التقليد العلماني، وترى نفسها دولة مسيحية على نحو واضح .

ف «على الرغم من غرس القيم والأفكار العلمانية في الدستور الأمريكي، أواخر القرن الثامن عشر، ظلت القومية الدينية الصريحة مؤثرة على نحو هائل.»

112

لتنتهي الدراسة من خلال عناوينها الكبرى إلى سقوط العلمانية في هذه البلدان - بمفهوم من المفاهيم التي استعرضها الكاتب - والتشديد على أن الدين بإمكانه أن يكون مصدرا للوحدة والسلام، لا مصدرا للخلاف والنزاع.

وهو الموقف ذاته الذي يتبناه آلان تورين حين بدأ يراجع العلاقة بين العلمانية والدين داخل المجتمع الفرنسي، وبالخصوص داخل المدرسة الفرنسية، رافضا للحدود الوهمية الفاصلة بين الدين والسلوك الاجتماعي، معتبرا عودة الدين إلى التأطير والتوجيه براديغما جديدة لفهم عالم اليوم، وتعقيداته، وبعد أن تعثرت الباراديغمات القديمة في تقديم الحلول، خصوصا الباراديغم السياسي والاجتماعي والعسكري، وفي اعتقاده أن «معرفة الواقعة الدينية أمر ضروري للغاية؛ أولا: لأن تاريخ الديانات يساعدنا على فهم تاريخنا وحاضرنا.»

113

فلا يرى حدودا فاصلة وقاطعة بين الحياة العامة، والحياة الخاصة؛ لأن ذلك في رأيه يسيء إلى الفكر والعمل الدينيين، وأيضا السياسيين، ولأن لكل الديانات نشاطات ورؤية عامة.

114

ويختم تورين بدمغة تاريخية، واقعية تعزز عنده فرضية هذا التحول الباراديغمي في التحليل، بأن ثمة «عددا كبيرا من طرائق التحديث الحالية يجمع في الغالب بين مكونات دينية وأشكال قديمة من التنظيم الاجتماعي والحياة الثقافية.»

Bog aan la aqoon