Manhaj Fi Fikr Carabi Mucasir
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
Noocyada
48
وإعادة التاريخية له.
تشكل هذه الخطوات كلها نسقا متداخلا ومتكاملا قائمة على لحظة الموضوعية، وتحقيق الانفصال عن الموضوع، أما اللحظة الثانية فهي لحظة الاتصال به والتواصل معه، لمعالجة مشكل الاستمرارية، وهي اللحظة المنهجية التي يؤسس عليها الجابري علاقة القارئ بالمتن التراثي؛ وتمكنه من الاتصال المباشر به، فيعيش إشكالاته، ويكتشف ذاته مع الاحتفاظ بوعيه واستقلاله ... إنها حسب الجابري رؤية مباشرة ريادية استكشافية: تستكشف الطريق وتستبق النتائج، وسط حوار جدلي بين الذات القارئة، والذات المقروءة، عبر معطيات الموضوعية التي استخلصت خلال اللحظة الأولى من المنهج.
كما تمكن هذه الخطوة من قراءة ما سكتت عنه الذات المقروءة؛ فيندمج الموضوعي بالأيديولوجي، فيتحول «المستقبل-الماضي» إلى «المستقبل-الآتي» ... فيصبح المقروء المعاصر لنفسه معاصرا لقارئه، فتصبح هذه المعاصرة المتبادلة هي التي تحقق الاستمرارية باستمرارية تقدم الوعي من خلال البحث عن الحقيقة.
49
والذي يتيح إمكانية هذه الاستمرارية هو: «الممارسة العقلانية النقدية في تراثنا وبالمعطيات المنهجية لعصرنا، وبهذه الممارسة وحدها يمكن أن نزرع في ثقافتنا الراهنة روحا نقدية جديدة وعقلانية مطابقة: الشرطين الضروريين لكل نهضة.»
50
هكذا يفصح الجابري عن طموحاته النقدية وأفقه المعرفي، من خلال منهجية الوصل والفصل لتحرير التراث والتاريخ من الرقابة المادية والمعنوية التي يفرضها المجتمع، وتمنع من استمرار العطاءات في الثقافة العربية. (ج) محددات الرؤية والقراءة المعاصرة للتراث
الوعي بأبعاد الرؤية - فلسفة النظر ومنطلق التحليل وترتيب الخطوات - شرط ضروري لاستعمال المنهج استعمالا سليما مثمرا ... فهي التي تؤطر المنهج وتحدد له أفقه وأبعاده،
51
Bog aan la aqoon