Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith

Nour Al-Din Itr d. 1442 AH
114

Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith

منهج النقد في علوم الحديث

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠١ هـ -١٩٨١ م

Goobta Daabacaadda

دمشق - سورية

Noocyada

عدالة الصحابة: وقد اختص الله الصحابة ﵃ بخصيصة ليست لطبقة من الناس غير طبقتهم، وهي أنهم لا يسأل عن عدالة أحد منهم، فهم جميعهم عدول ثبتت عدالتهم بأقوى ما تثبت به عدالة أحد، فقد ثبتت بالكتاب، والسنة، وبالإجماع، والمعقول. أما القرآن: فقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. وهذا ينطبق على الصحابة كلهم، لأنهم المخاطبون مباشرة بهذا النص. وكذا قوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾. وغير ذلك كثير من الآيات في فضل الصحابة والشهادة بعدالتهم. وأما السنة: ففي نصوصها الشاهدة بذلك كثرة غزيرة، منها: حديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته (١) أن رسول الله ﷺ قال: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". وتواتر عنه ﷺ قوله: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم" (٢).

(١) البخاري في فضائل أصحاب النبي ﷺ ج ٦ ص ٨. ومسلم: ٧: ١٨٨. (٢) الإصابة: ١: ٢١.

1 / 121