Buugga Aragtiyaha

Ibn al-Haytam d. 430 AH
96

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[43] ولتخصص البصر ببعض السموت دون غيرها نظائر في الأمور الطبيعية. فإن الأضواء تشرق من الأجسام المضيئة وتمتد على السموت المستقيمة فقط وليس تمتد على الخطوط المقوسة ولا المنحنية. والأجسام الثقال تتحرك إلى السفل بالحركة الطبيعية على خطوط مستقيمة وليس تتحرك على خطوط منحنية ولا مقوسة ولا متعرجة، وليس تتحرك أيضا على جميع الخطوط المستقيمة التي بينها وبين سطح الأرض بل على خطوط مستقيمة مخصوصة وهي التي تكون أعمدة على سطح الأرض وأقطارا لها. والأجرام السماوية تتحرك على خطوط مستديرة وليس تتحرك على خطوط مستقيمة ولا على خطوط مختلفة الترتيب. وإذا تؤملت الحركات الطبيعية وجد لكل واحد منها تخصص ببعض السموت دون غيرها. فغير ممتنع أن يكون البصر متخصصا في قبوله لتأثيرات الأضواء والألوان بالسموت المستقيمة التي تلتقي عند مركزه فقط التي هي أعمدة على سطحه. وإدراك البصر للمبصرات من سموت الخطوط المستقيمة التي تلتقي أطرافها عند مركز البصر هو الذي اجتمع عليه جميع أصحاب التعاليم ولم يقع بينهم فيه اختلاف، وهذه الخطوط هي التي يسميها أصحاب التعاليم خطوط الشعاع.

[44] وإذا كان هذا المعنى ممكنا وغير ممتنع، وكانت صور الأضواء والألوان ترد إلى البصر وتنفذ في شفيف طبقات البصر لأن من خاصة هذه الصور أن تنفذ في الأجسام المشفة ومن خاصة الأجسام المشفة أن تقبل هذه الصور وتؤديها إلى الجهات المقابلة لها، وكان الإبصار لا يتم من قبول هذه الصور إلا إذا كان قبول البصر لها من سموت الأعمدة فقط، فالبصر إذن إنما يدرك الأضواء والألوان التي في سطوح المبصرات من الصور التي ترد إليه من سطوح المبصرات، وليس يدرك هذه الصور إلا من سموت الخطوط المستقيمة التي تلتقي أطرافها عند مركز البصر فقط.

[45] فلنحرر الآن ما استقر من جميع ما ذكرناه.

[46] فنقول: إن البصر يحس بالضوء واللون اللذين في سطح المبصر من الصورة التي متد من الضوء واللون اللذين في سطح المبصر في الجسم المشف المتوسط بين البصر والمبصر، وليس يدرك البصر شيئا من صور المبصرات إلا من سموت الخطوط المستقيمة التي تتوهم ممتدة بين المبصر ومركز البصر فقط. وإذ قد تحرر ذلك، وتبين مع هذه الحال أن هذا المعنى ممكن وغيرممتنع، فإنا نحرر الآن الدعوى.

Bogga 153