414

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[136] وإذا أدرك البصر المبصر المائل مواجها ولم يفرق بين ميله وبين مواجهته فهو غالط في وضعه. والغلط في الوضع هو غلط في القياس لأن الوضع يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج مقدار حجم المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر المقتدر الحجم الذي ميله مثل ميل المبصر الصغير الحجم، إذا أدركه البصر من بعد معتدل مساو للبعد الذي لا يدرك منه ميل المبصر الصغر الحجم، فإنه يدرك ميله على ما هو عليه ولا يعرض له الغلط في وضعه، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال، كا قد تبين من الشرح الذي شرحناء الآن.

.ج.

[137] وقد يعرض الغلط في شكل المبصر أيضا من أجل خروج حجمه عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر الذي في غاية الصغر كالذرة والخردلة أو ما جرى مجراهما في الصغر، وبالجملة أصغر المقادير التي يدركها البصر، إذا كان في المبصر منها تضاريس وزوايا، فإن البصر ليس يدرك التضاريس والزوايا التي تكون فيها، وإن كان يدرك جملتها، إذا كانت جملة المبصر من أصغر المقادير التي يدركها البصر. وذلك لأن المبصر إذا كان من أصغر المقادير التي يدركها البصر فأجزاؤه وخاصة الصغار منها هي من المقادير التي لا يدركها البصر. وإذا لم يدرك البصر الزوايا والتضاريس التي في المبصر فليس يدرك شكله على ما هو عليه، وإنما يدركه مستديرا أو مستطيلا أو على شكل لا زوايا له ولا زوائد، جسما كان المبصر أو سطحا من سطوح الأجسام.

[138] وكذلك إن كان في سطح المبصر الذي بهذه الصفة تحديب يسير أو تقعير فإنه يدركه مسطحا ولا يتحقق هيئة سطحه ولا يفرق بين سطح المحدب والمقعر، إذا كان في غاية الصغر، وبين السطح المسطح.

Bogga 477