382

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[63] فأما كيف يكون غلط البصر في القياس من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، إذا عرض الغلط في مقدار البعد، فكالشخصين القائمين على وجه الارض إذا كانا على سمت واحد بالقياس إلى البصر، وكان أحدهما يستر بعض الآ خر، وكان البصر يدركهما جميعا، وكان البصر مع ذلك لا يدرك سطح الأرض المتوسط منهما لاستتار المسافة التي بينهما بالشخص المتقدم منهما، فإن البصر يدرك الشخصين اللذين بهذه الصفة كأنهما متماسان أو متقاربان، ولا يحس بالبعد الذي بينهما، إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بذينك الشخصين، ولم يكن رأى البعد الذي بينهما قبل ذلك الوقت، وإن كان بعد أبعدهما من الأبعاد المعتدلة إذا لم يكن شديد القرب من البصر.

[64] وإذا أدرك البصر الشخصين المتباعدين متماسين أو متقاربين فهو غالط فيما يدركه من بعد أبعدهما. وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن البعد يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع البعد الذي بين ذينك الشخصين عن عرض الاعتدال بامتداده على استقامة سمت خطوط الشعاع الذي يمتد إلى الشخصين، لأن الشخصين اللذين بهذه الصفة إذا كان البعد الذي بينها معترضا وقاطعا لخطوط الشعاع فإن البصر يدرك البعد الذي بينهما ويدرك مقدار بعد كل واحد منهما إذا كانت المعاني الباقية التي في ذينك الشخصين في عرض الاعتدال.

.ب.

Bogga 445