337

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[4] فأما كيف يكون غلط البصر في المعرفة من أجل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال فكالشخص الذي يدركه البصر من بعد متفاوت فيشبهه بشخص يعرفه فيظنه ذلك الشخص بعينه ولا يكون ذلك الشخص، فيكون غالطا في إدراكه ويكون ذلك الغلط غلطا في المعرفة. لأنه إذا شبه الشخص بشخص يعرفه وظنه ذلك الذي يعرفه بعينه فإنه يظن أنه قد عرفه، وإذا لم يكن الشخص ذلك الشخص بعينه فإنه يكون غالطا في معرفته، وتكون علة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال. لأن ذلك الشخص بعينه إذا كان قريبا من البصر وعلى بعد معتدل فإن البصر يدركه إدراكا صحيحا ولا تشتبه عليه صورته بصورة غيره إذا كانت المعاني الباقية التي فيه التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال .

[5] وهذا النوع من الغلط كثير ويعرض للبصر دائما. لأن البصر إذا رأى إنسانا من بعد فربما شبهه بإنسان يعرفه ولا يكون ذلك الإنسان. وكذلك ذا رأى فرسا و بغلا و حمارا أو ثورا و شجرة أوثمرة أو نباتا أو حجرا و ثوبا أو آنية من الأواني التي يستعملها الناس أو آلة من الآلات، وكانت رؤيته لذلك من بعد مفرط، فإنه ربما شبهه بنظير له قد أدركه من قبل ذلك الوقت، وهوذاكر له وعارف به، ولا يكون ذلك بعينه.

Bogga 399