334

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[11] فأما غلط البصر في مجرد الحس من أجل خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال فكالمبصر الذي يدركه البصر في الدخان القوي. فإن البصر إذا أدرك المبصر في الدخان فإنه يدرك لونه ممتزجا بلون الدخان، فإذا كان مسفر اللون أدركه البصر مظلم اللون، وخاصة إذا كان البصر خارجا من الدخان. وإذا أدرك لون المبصر مظلما والمبصر مسفر اللون فهوغالط في لونه، ويكون غلطه في مجرد الحس، وتكون علة هذا الغلط هو خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال. لأن الهواء إذا كان نقيا صافي الشفيف أدرك البصر ألوان المبصرات التي تكون فيه على ما هي عليه إذا كانت المعاني الباقية التي في تلك المبصرات التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال.

[12] فأما غلط البصر في مجرد الحس من أجل خروج الزمان عن عرض الاعتدال فكالمبصر المختلف الألوان الذي يكون في موضع مغدر وليس بشديد الغدرة وتكون ألوانه قوية ومتقاربة الشبه. فإن البصر إذا لمح المبصر الذي بهذه الصفة في الموضع المغدر لمحة خفيفة ثم التفت عنه في الحال، فإنه يظنه ذا لون واحد ولا يحس باختلاف ألوانه في حال ملاحظته إذا كان الضوء الذي في الموضع يسيرا. وإذا ثبت البصر في مقابلة المبصر الذي بهذه الصفة زمانا متنفسا فإنه قد يدرك اختلاف ألوانه إذا لم يكن الموضع مسرف الغدرة. وإذا أدرك البصر المبصر المختلف الألوان ذا لون واحد فهو غالط في لونه، ويكون غلطه في مجرد الحس، ويكون علة غلطه هو خروج الزمان الذي فيه يدرك ذلك المبصر عن عرض الاعتدال. لأن المبصر المختلف الألوان التي بهذه الصفة إذا ثبت البصر في مقابلته زمانا متنفسا فإنه قد يدرك اختلاف ألوانه إذا كانت المعاني الباقية التي فيه التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال. فعلى هذه الصفة يكون غلط البصر في مجرد الحس من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر المبصر في عرض الاعتدال.

[13] فأما لم ليس يدرك البصر اختلاف ألوان المبصر المختلف الألوان إذا كان في موضع مغدر في حال ملاحظته وفي أقل القليل من الزمان فإن ذلك لأن الضوء الضعيف جدا ليس يؤثر في البصر في حال حصول الصورة في البصر، وليس يؤثر الضوء الضعيف في البصر ويحس البصر بتأثيره إلا في زمان له قدر لضعف قوة الضوء اليسير وضعف تأثيره. وإذا لم يحس البصر بالضوء الضعيف إلا في زمان متنفس فليس يحس باللون الممازج له إلا في زمان متنفس.

Bogga 396