311

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[84] فاشتباه صورة المبصر المائل المسرف الميل إنما هو من اجتماع صورته في البصر وخفاء أجزائه الصغار. وبيان صورة المبصر الواحد إذا كان على بعد معتدل إنما هو لانتقاش الصورة في البصر على ما هي عليه وإحساس البصر بأجزائه الصغار.

[85] فقد تبينت العلة التي من أجلها صارت صورة المبصر المائل المسرف الميل مشتبهة وصورة المبصر المواجه بينة.

[86] وإذ قد تبينت جميع هذه المعاني فلنشرع الآن في الكلام على أغلاط البصر ونبين عللها ونقسم أنواعها.

الفصل الثالث في العلل التي من أجلها يعرض للبصر الغلط

[1] قد تبين في المقالة الأولى أن البصر ليس يدرك شيئا من المبصرات التي تكون معه في هواء واحد ويكون إدراكه لها على الاستقامة إلا بعد أن يجتمع للمبصر عدة معان وهي البعد والمقابلة والضوء وأن يكون حجمه مقتدرا وأن يكون كثيفا أو فيه بعض الكثافة وأن يكون الهواء المتوسط بينه وبين البصر مشفا متصل الشفيف لا يتخلله شيء من الأجسام الكثيفة. فإذا اجتمعت للمبصر هذه المعاني وكان البصر الناظر إليه سليما من الأفات والعوائق التي تمنعه من إدراك المبصرات فإن البصر يدرك ذلك المبصر. وإن علم البصر والمبصر واحدا من هذه المعاني فليس يدرك المبصر الذي يعدم منه ذلك المعنى.

[2] وقد تبين في المقالة الثانية أن البصر ليس يدرك شيئا من المبصرات إلا في زمان. وإذا كان ذلك كذلك فالزمان أيضا هو أحد المعاني التي بها يتم الإبصار. فالإبصار ليس يتم إلا باجتماع هذه المعاني.

[3] وأيضا فإن البصر إذا كانت به آفة أو عاقه عائق ولم يمنعه ذلك عن إدراك المبصربالكلية، فليس يدرك المبصر إدراكا محققا ما دام معوقا أو به آفة، وليس يدرك البصر المبصر إدراكا مححقا إلا إذا كان سليما من الأفات والعوائق أو كان به ما لا يؤثر فيه كثير تأثير. وإذا كان ذلك كذلك فصحة البصر وسلامته هو أحد المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه.

Bogga 373