[18] وإذ قد تبين هذا المعنى فقد تبين منه أن كل مبصر يدرك بالبصرين معا، ويلتقي سهما البصرين على نقطة من سطحه، فإن صورته تحصل في وسطي سطحي البصرين جميعا، ثم تنتهي صورتاه من البصرين إلى تجويف العصبة المشتركة إلى موضع واحد بعينه، وتنطبق إحداهما على الأخرى وتصير صورة واحدة. والنقطة التي يلتقي عليها السهمان من المبصر تحصل صورتاها في النقطتين اللتين على السهمين من سطحي البصرين وتصير من هاتين النقطتين إلى نقطة المركز من تجويف العصبة المشتركة كانت النقطة التي يلتقي عليها السهمان من المبصر على السهم المشترك أو خارجة عنه. إلا أنه إذا كان المبصر على السهم المشترك، والتقى السهمان على النقطة منه التي على السهم المشترك، كانت صورتا هذه النقطة أشد تشابها، لأن بعدي هذه النقطة من النقطتين اللتين تحصل فيهما صورتا هذه النقطة من سطحي البصرين وهما اللتان على السهام يكونان متساويين، لأن السهمين في هذه الحال يكونان متساويين في الطول. وكذلك كل نقطة قريبة من هذه النقطة يكون بعداها من النقطتين اللتين تحصل فيهما صورتاها من سطحي البصرين متساويين بالقياس إلى الحس، فتكون صورتاها أشد تشابها، فتكون صورتا المبصر الذي على السهم المشترك اللتان تحصلان في سطحي البصرين أشد تشابها من صورتي المبصر الخارج عن السهم المشترك، فتكون صورة المبصر الذي على السهم المشترك إذا حصلت في تجويف العصبة المشتركة أشد تحققا. إلا أنه إذا كان المبصر خارجا عن السهم المشترك، ولم يكن بعده عنه بعدا متفاوتا، فليس تختلف صورتاه اللتان تحصلان في البصرين اختلافا متفاوتا، فليس تكون صورته التي تحصل في تجويف العصبة المشتركة صورتين.
Bogga 353