259

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[6] وإذ قد تبين ذلك فإنا نقول إن التأمل الذي به تدرك حقائق صور المبصرات يكون بالبصر نفسه ويكون بالتمييز. وذلك أنه قد تبين في تمييز خطوط الشعاع أن الصور التي يدركها البصر من سهم الشعاع وما قرب من السهم تكون أبين وأشد تحققا مما يدرك من السموت الباقية. فإذا قابل البصر مبصرا من المبصرات ولم يكن المبصر في غاية الصغر، بل كان حجمه مقتدرا، وثبت البصر في مقابلته ولم يتحرك عليه في حال ملاحظته، فإن ما قابل وسط البصر من ذلك المبصر وكان على السهم وعلى ما قرب من السهم يكون أبين من بقية أجزاء المبصر. والبصر يحس بهذه الحال لأنه إذا أدرك جملة المبصر فإنه يجد الموضع المقابل لوسطه الذي تحصل صورته في وسط البصر أبين من الأجزاء الباقية.

[7] وقد تبين من قبل أن هذا المعنى يظهر للحس إذا كان المبصر فسيح الأقطار. فإذا أدرك البصر المبصر وأدرك جملته فإنه يجد صورة الجزء المقابل لوسطه أبين من جميع الأجزاء الباقية. فإذا أراد أن يتحقق صورة المبصر فهو يتحرك ويقابل بوسطه كل جزء من أجزاء المبصر <وبذلك يدرك صورة كل جزء من أجزاء المبصر> إدراكا بينا محققا كما أدرك الجزء الذي كان مقابلا لوسطه في حال ملاحظة المبصر. فالحاس إذا أراد أن يتحقق صورة المبصر فإن البصر يتحرك حتى يقابل بوسطه كل جزء من أجزاء المبصر جزءا بعد جزء، فيدرك بهذه الحركة صورة كل جزء من أجزاء المبصر على أبين ما يمكن أن يدركه.

Bogga 320