[146] وقد تبين في كيفية إدراك البعد أن كل مبصر يدركه البصر فإنه يدرك بعده مقدار ما إما متيقنا أو مظنونا. فكل مبصر يدركه البصر فإنه في حال إدراكه له قد تخيلت القوة المميزة مقدار بعده إما بالتيقن وإما بالحدس. وإذا أدركت القوة المميزة أوضاع خطوط الشعاع التي تحيط بنهايات المبصر ومقدار الجزء الذي بينها من سطح العضو الحاس الذي هو مقدار الزاوية، وكانت مع ذلك تتخيل مقدار بعد المبصر، فإنها في حال إدراك البصر للمبصر قد تخيلت مقدار الزاوية ومقدار البعد معا. فإذا تخيلت مقدار الزاوية ومقدار البعد معا فإنها تدرك مقدار المبصر بحسب مقدار الزاوية وبحسب مقدار البعد معا. وكل مبصر يدركه البصر فإن القوة المميزة تتخيل مقدار بعده وتتخيل السموت التي تحيط بنهاياته، فيحصل ها بهذا التخيل هيئة المخروط الذي يحيط بالبصر ومقدار قاعدته التي هي المبصر، فيحصل لها من هذا التخيل مقدار المبصر.
Bogga 279