[3] وإذا كانت حاسة البصر تدرك الشخصين من الصورتين اللتين تحصلان في البصر للشخصين فهي تدرك تشابه الشخصين من تشابه الصورتين اللتبن تحصلان في البصرللشخصين. وتشابه الصورتين اللتين تحصلان في البصر ليس هو الصورتين أنفسهما اللتين في البصر ولا واحدة منهما. وليس يحصل في البصر صورة ثالثة للشخصين يدرك الحس منها التشابه. وليس يحصل في البصر للشخصين غير الصورتين فقط. فليس إدراك حاسة البصر للتشابه من صورة ثالثة تحصل في البصر تخص التشابه.
[4] وأيضا فإن تشابه الصورتين هو اتفاقهما في معنى من المعاني وحصول ذلك المعنى في كل واحد من الصورتين. فليس يدرك تشابه الصورتين إلا من قياس إحديهما بالأخرى وإدراك المعنى الذي به يتشابهان في كل واحدة منهما. وإذا كانت حاسة البصرتدرك التشابه، ولم يكن في البصر صورة ثالثة يدرك منها التشابه، وكان التشابه ليس يدرك إلا من قياس إحدى الصورتين بالأخرى، فحاسة البصر إذن إنما تدرك تشابه الصورتين من قياس إحدى الصورتين اللتين تحصلان في البصر إحديهما بالأخرى.
[5] وكذلك أيضا يدرك حاسة البصر اختلاف الصورتين المختلفتين من قياس إحدى الصورتين بالأخرى.
[6] فتشابه الصور واختلافها إنما يدركه حاسة البصر من قياس الصور التي تحصل في البصر بعضها ببعض.
[7] وإذا كان ذلك كذلك فإدراك حاسة البصر لتشابه الصور واختلافها ليس هو مجرد الحس وإنما هو من قياس الصور التي يدركها بمجرد الحس بعضها ببعض.
Bogga 217