Buugga Aragtiyaha

Ibn al-Haytam d. 430 AH
115

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[88] وقد تبين أن صور الألوان تصحب أبدا الأضواء ويوجدان أبدا معا فصور الألون أيضا تمتد في الهواء على السموت المستقيمة التي تمتد عليها الأضواء، والألوان المتفرقة تمتد صورها على سموت متقاطعة ومتوازية ومختلفة الوضع كما تمتد صور الأضواء المتفرقة، وتكون مصاحبة للأضواء، ولا تمتزج صور الألوان ولا ينصبغ الهواء بها بل تكون كل صورة من صور الألوان المختلفة المتفرقة متميزة بسموتها.

[89] وكذلك حال جميع الأجسام المشفة تمتد صور الأضواء والألوان فيها ولا تمتزج، ولا تنصبغ الأجسام المشفة بها، وكذلك طبقات البصر المشفة تنفذ فيها صور جميع الألوان والأضواء التي تقابل البصر في وقت واحد، ولاتمتزج الصور فيها ولا تنصبغ هي بها.

[90] فأما العضو الحاس الذي هو الرطوبة الجليدية فليس قبوله لصور الألوان والأضواء كقبول الهواء والأجسام المشفة الغير حساسة بل على صفة مخالفة للصفة التي عليها تقبل الأجسام المشفة هذه الصور. وذلك أن هذا العضو متهييء للإحساس بهذه الصور، فهو يقبلها بما هو حساس مع قبوله لها بما هو مشف. وقد تبين أن انفعاله بهذه الصور هو من جنس الألم، وكيفية قبوله لهذه الصور مخالفة لكيفية قبول الأجسام المشفة الغيرحساسة، إلا أن هذا العضو مع قبوله لهذه الصور بما هو حساس ومع تأثيرها فيه وتألمه بها ليس ينصبغ بهذه الصور انصباغا ثابتا ولا تبقى صور الألوان والأضواء فيه بعد انصرافه عن مقابلتها وانصرافها عن مقابلته.

[91] وقد يمكن أن يعارض هذا القول أيضا، أعني أن البصر ليس ينصبغ بالألوان والأضواء، فيقال: قد تقدم أن الأضواء القوية والألوان المشرقة التي تشرق عليها أضواء قوية تؤثر في البصر وتبقى آثارها في البصر بعد انصرافه عن مقابلتها، وتبقى صور الألوان في البصر زمانا محسوسا. ونجد البصر كلما يدركه من المبصرات في عقيب هذا التأثير ملتبسا بالألوان التي أثرت فيه. وهذا المعنى ظاهر لا يقع فيه لبس. وإذا كان ذلك كذلك فالبصر إذن ينصبغ بالألوان والأضواء. ويلزم أيضا من ذلك أن تكون الأجسام المشفة الرطبة تنصبغ بالألوان والأضواء.

Bogga 172