Manasik Hajj
مناسك الحج لإسماعيل الجيطالي
Noocyada
وينبغي له أن يمتهن لنفسه في عمل معيشته، ويتفضل على أصحابه بفضل قوته وماله؛ لأنه قيل: خديم الناس في السفر مولاهم، ويتفقد من نفسه الزيادة في الخير كل يوم وليلة، وليلزم الخشوع والإستكانة، والتفكر فيما إليه مصيره، والصمت من كل ما لا يعنيه، وليحسن خلقه في الطريق لرفيقه وغيره من الناس في الأسواق، وعند نزول الناس ورحيلهم، وعند ازدحام الناس، ومضايق الطرق، ويستعمل الأدب في جميع المواطن، وغض البصر عن جميع المحارم، وحفظ النفس من جميع الشبهات، وليتورع في جميع أحواله، ومهما نزلت به مصيبة، أو مكروه فليصبر، ويحتسب ذلك في جنب الله، ولا تتغير نيته عما خرج إليه، وليكف أذاه عن الناس، وليصبر هو على آذاهم، وليحذر من تبعاتهم، فإذا امتثل ما ذكرنا كانت خطاه وآثاره محسوبة له حسنات، ويرجع من حجه مغفورا له جميع السيئات؛ لأن أكثر من يؤم تلك الطريق، حظه منها قطع المراحل،وإتعاب الرواحل(1)، - نعوذ بالله من الشقوة، وإياك نسأل حسن الخاتمة، وجميل العافية وبالله التوفيق -.
مسألة
__________
(1) الرواحل:. الراحلة كل بعير تجيب، سواء كان ذكرا أو أنثى، (المصدر السابق) 5/ 170 - 171، مادة "رحل".
Bogga 77