Minaarul Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Noocyada
وعدم صلاحيته لذلك المنصب وليس في ذلك خفاء ، ودعوى القوشجي في شرح التجريد ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يدفع براءة الى أبي بكر ثم عزله عنها بعلي ( عليه السلام ) وانما بعثه اميرا على الموسم وأردفه بعلي ( عليه السلام ) ليقرأ براءة ، مخالف لما شاع وذاع وتواتر في القصة بين المفسرين واهل السيرة واستفاض في روايات محدثيهم ، ولسنا نشك انه كلام مختلق موضوع ويدل على ذلك مضافا الى شهرة القصة ما سيأتي من احتجاج عبد الله بن عباس على عمر بن الخطاب في تفضيل علي ( عليه السلام ) على أبي بكر بعزله عن براءة بعلي ( عليه السلام ) فلم ينكره عمر ولا ادعا خلافه ، على ان ذلك لا يدفع حجتنا لأنا نقول على هذه الدعوى أن غيره لا يصلح للتبليغ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في شيء من الأحكام ولو صلح لذلك لأعطاه براءة وامره بتبليغها واذا لم يصلح لأن يبلغ عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حياته بعض الأحكام الى قوم خاصين من الأمة لم يصلح بالضرورة للقيام مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد وفاته في تبليغ جميع الأحكام لكل الأمة فلا فرق في ذلك بين عدم تأميره عليها من اول الأمر وبين عدم اقراره عليها بعد التأمير لافادة الأمرين معنى واحدا كما عرفت ، وما توهمه القوشجي من الفرق بين الحالين تجاهل وتغافل.
واما ابن ابي الحديد فعنده كغيره منهم إن عزل أبي بكر عن براءة ثابت كالشمس المنيرة صرح به في كتبه واشعاره (1) وعلى كل حال يكون اعطاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) براءة ان كان من اول الأمر وان كان بعد عزل ابي بكر عنها إعلاما للناس وإفهاما لهم انه لا
Bogga 187