27

Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

Daabacaha

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

Goobta Daabacaadda

الطائف - المملكة العربية السعودية

Noocyada

بسنته، ومن لم يعمل بالسنة لم يعمل بالقرآن؛ لأنه خالف قوله ﷿ (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). ولا تتحقق طاعة الله إلّا بطاعة نبيه ﷺ؛ لقوله ﷿ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) وقوله ﷺ: " من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله " أخرجه البخاري. وقال يحيى بن كثير: كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن. وفي الحديث عن المقدام بن معدي كرب قال: قال النبي: ﷺ " ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله " إلى أن قال ﷺ: " وإنّ ما حرم رسول الله كما حرم الله " أخرجه أبو داود. وقال طاووس رحمه الله تعالى: وقيل: لم يسن رسول الله ﷺ شيئًا قط إلا بوحي، فمن الوحي ما يتلى، ومنه ما يكون وحيًا إلى رسول الله ﷺ فيسن به (١). من هو أول الأنبياء ومن أول الرسل؟ لا خلاف بين أهل العلم في نبوة آدم ﵊، فقد اتفقوا على أَنه نبي، وأنه أوّل الأنبياء، لثبوت ذلك بالأحاديث الصحيحة، قال الأستاذ الصابوني (٢) وقد ورد في السنة الصحيحة ما يدل على نبوته صراحة وذلك في حديثين: الأول: عن أبي سعيد الخدرى ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدى لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشقّ عنه الأرض ولا فخر "، رواه الترمذي. الثاني: عن أبي ذر الغفاري ﵁ أنه قال: قلت يا رسول الله

(١) ترتيب مسند الإمام الشافعي لمحدث المدينة في القرن الثالث عشر الهجري الشيخ محمد عابد السندي المتوفى سنة ١٢٥٧ هـ. (٢) النبوّة والأنبياء للأستاذ محمد علي الصابوني.

1 / 28