٥٦ - " بَابُ الْغَضَبِ في الْمَوْعِظَةِ والتَّعْلِيمِ إذا رَأى مَا يَكْرَهُ "
٧١ - عنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِي ﵁ قَالَ:
سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ أشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أكْثِرَ عَلَيْهِ غَضِبَ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: " سُلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، قَالَ رَجُلٌ: مَنْ أبِي؟ قَالَ: أَبوكَ حُذَافَةُ، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: مَنْ أبيْ يا رسول الله، فقَالَ: أبوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ، فلَما رأى عُمَرُ مَا في وَجْهِهِ، قَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَتُوبُ إلَى اللهِ ﷿ ".
ــ
٥٦ - " باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره "
٧١ - معنى الحديث: يقول أبو موسى ﵁: " سئل النبي ﷺ عن أشياء كرهها " أي كره السؤال عنها لعدم فائدته دينيًا ودنيويًا، بل قد تنجم عنه مضرة للسائل أو لغيره " فلما أُكثِرَ " بضم الهمزة وسكون الكاف وكسر الثاء والبناء للمجهول. أي فلما أكثر الناس عليه من هذه الأسئلة التي لا تتعلق بها فائدة شرعية " غضب " لأن من العبث السؤال الذي لا فائدة فيه ولأنهم كانوا يسألونه عن بعض المغيبات والنبي ﷺ لم يبعث لذلك، وإنما بعث لبيان الشرعيات من العقائد والأحكام " ثم قال: سلوني عما شئتم " أي فسوف أجيبكم عما تسألون عنه، ولكن ليس هذا من مصلحتكم " قال رجل من أبي " وكان يقصد من وراء سؤاله هذا أن يتأكد من صحة نسبه المعروف عند الناس " قال: أبوك حذافة " فنسبه إلى أبيه الذي يعرف به بين الناس " فقام آخر فقال: من أبي يا رسول ﷺ فقال: أبوك سالم " فنسبه إلى أبيه الشرعي المعروف به " فلما رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول الله إننا نتوب إلى الله " من هذه الأسئلة التي أغضبتك، والتي قد