[مثالب معاوية بن أبي سفيان]
[معاوية بن أبي سفيان]
وأما ما شرطناه من ذكر بعض مثالب معاوية لعنه الله، فقد ذكرنا عداوته وعداوة أبيه لرسول الله صلى الله عليه وآله ولعنته إياهما، وفي ذلك ما كفى من المثالب وأغنى من ذكر المعايب، وأسلم معاوية في ظاهر أمره عام الفتح مع أبيه مستسلمين كما ذكرنا لا راغبين في الإسلام ولا داخلين فيه باعتقاد، ولكن للخوف من القتل لما أبقاه بالغلبة، وزعم معاوية فيما حكي عنه: أنه أسلم عام الحديبية، وأنه لقى رسول الله ووصف له الإسلام فقبله، ولم يثبت ما ادعاه من ذلك.
وهو وأبوه عند كافة أهل العلم بالأخبار والحديث من المؤلفة قلوبهم، إلا أن بعضهم زعم أن معاوية بعد ذلك حسن إسلامه، وكذب هذا القائل، بل ازداد كفرا إلى كفره وفسقا إلى فسقه، بمحاربة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وما سنذكره من حاله، ولم يزل معتقدا بغضه النبي صلى الله عليه وآله وبغضه أهل بيته على سبيل اعتقاد أوليته وحقده وعداوته، وتسموا نفسه إلى حيث لا ينبغي أن تسموا إليه مثله، وفي مثل ذلك ما قيل عنه: إنه قال لدغفل النسابة، وقد دخل عليه في أيام تغلبه: يا دغفل نحن أفضل أم بنو هاشم؟
قال له دغفل: اعفني من هذا الكلام في هذا يا أمير المؤمنين.
قال: لا بد أن تقول وما أنا بمعفيك.
قال: بنو هاشم أفصح وأصبح وأسمح، وأنتم أغدر وأنكر وأمكر، فتغير عليه (1).
فهذا هو عدو الله يروم أن يكون أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وينكر أن يفضل عليه، وثقات أهل المعرفة بالأخبار يأثرون هو الذي سم الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فمات من ذلك (2) مع ما قتل بسببه من أفاضل الصحابة من
Bogga 218